أخبار

متى يكون التعرق علامة على الإصابة بالسرطان؟

لا تتخلص منه.. فوائد مذهلة لقشر البرتقال

علاج الأمراض بالأذكار.. فطرة سوية أم دروشة صوفية؟

إلى كل حزين: اغلق باب الحزن بمسامير الرضا والتسليم (الشعراوي)

كيف أبتعد عن فخ الإباحية والوقوع فى الكبائر؟.. د. عمرو خالد يجيب

سنة نبوية مهجورة .. من أحياها وقاه الله من آفات اللسان وشرور المجالس

دعاء يزيل الهم ويفرج الكرب

3 حقوق لله أمر بحفظها وحق سكت عليه فلا تبحث عنه

حقوق الزوجة إذا طُلِّقت من زوجها بناء على طلبها لأسباب معتبرة؟

من "المآذن العالية" إلى "بدر" (حكايات يرويها الأبطال في ذكرى انتصار العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر)

تعلق قلبه بفتاة ورفضته زوجًا.. فكيف يتخلص من عشقها؟.. وهل الزواج من الرزق المكتوب؟

بقلم | خالد يونس | السبت 01 يناير 2022 - 08:07 م

عمري 35 سنة، ابتليت بعشق فتاة عمرها 29 سنة، كنت على علاقة معها ثلاث سنين، وتبت من ذلك، وندمت، ومرضت بها، وأحببتها حبًّا لم أحبه أحدًا، ولم أذلّ نفسي لأحد إلا لها.

تقدّمت لها، ولكنها قالت: إنها صلّت الاستخارة، ولم تشعر بالراحة، فرفضت، فقلت لأخيها: هل أكلم أختي وعائلتي لكي يطمئنوها؟ فلم يرد على مكالماتي، فمرضت، وبكيت، وصارت فيّ أشياء يعلم الله بها، ومن ثم رد، وقال: ما في نصيب.

أعلم أن النصيب على الله، لكني أعلم أن الدعاء يغيّر القدر، وصليت قيام الليل، وأبكي على سجادة الصلاة، وأدعو في أوقات الإجابة، ولا أستطيع ترك الأمر؛ لأنه يضيق صدري، وتسود الدنيا أمامي، وأحسّ أني خسرت كل شيء.

والله الذي لا إله إلا هو أني لم أعد أرتاح في نومي، ولا حياتي، فماذا أفعل؟ وهل أستمرّ في صلاة قيام الليل عسى الله أن يغير الأمر، أم ماذا أفعل؟ لا أريد غيرها، بل لا أطيق غيرها، ولا يحتمل قلبي مكانًا لغيرها، مع العلم أني محافظ على الصلوات في المسجد، وأقرأ وردي اليومي.

الجواب:


قال مركز الفتوى بإسلام ويب: قد أحسنت بتوبتك من هذه العلاقة الآثمة، فجزاك الله خيرًا، ونسأله تعالى أن يتقبل توبتك، ويوفّقك للزواج من امرأة صالحة تقر بها عينك.

ولا شك في أن الدعاء من أفضل ما يحقق به المسلم ما يبتغي، والرب الرحيم قد أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة، فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

وما عليك إلا أن تدعو، ودع أمر الإجابة إليه سبحانه، واجتهد في تحقيق أسباب إجابة الدعاء، واجتنب ما يمنع من الإجابة.

 والزواج من الرزق المكتوب، فإذا كتب الله لك في اللوح المحفوظ أنك ستتزوج هذه الفتاة، أو أنك لن تتزوجها؛ فسيتحقق هذا المكتوب، والدعاء لا يغير ما كتب في اللوح المحفوظ؛ فهذا هو القضاء المبرم، ولكن يمكن أن يتغير به ما هو في الكتاب الذي بيد الملك.

وإن لم يتيسر لك الزواج منها؛ فلا يعني ذلك أن دعاءك لم يقبل، ولكن قد يدّخر الله لك به ما هو خير لك مما سألت، ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ، لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلاَّ أعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاث: إِمَّا أنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أنْ يَصْرِف عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذن نُكْثِرُ، قَالَ: اللَّهُ أكْثَرُ. رواه أحمد. فلله الأمر من قبل ومن بعد.

فإن تأبّت هذه الفتاة، فلا تأسف عليها؛ إذ ما يدريك أن يكون في زواجك منها خير، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، ففوّض أمرك إلى الله، وسله -على وجه العموم- الزواج من امرأة صالحة.



علاج العشق


مركز الفتوى كان قد أوضح في فتوى سابقة وسائل علاج العشق ، وهي ان يعلم ويوقن العاشق بالآتي:

‏1- العشق مرض من أمراض القلب ولا بد من علاجه.‏

‏2- العشق منه حلال ومنه حرام كما قال ابن القيم رحمه الله (4/276) وسنوضح ذلك ‏فيما يلي:‏

‏3- من طرق العلاج للعشق بين الرجل والمرأة الزواج -إذا كان ممكناً- وهو أصل العلاج ‏وأنفعه.‏

‏4- إن كان لا يوجد سبيل لوصول العاشق إلى معشوقه قدراً أو شرعاً كأن تكون المرأة ‏متزوجة من غير العاشق، أو كان العشق بين اثنين لا يمكن زواجهما مثل: الزبال مع بنت ‏الملك…وهكذا، فمن علاجه كما يقول ابن القيم: إشعار نفسه اليأس منه فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه.

5- فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس فقد انحرف الطبع ‏انحرافاً شديداً فينتقل إلى علاج آخر، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا ‏مطمع في حصوله نوع من الجنون، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، وروحه متعلقة ‏بالصعود إليها، والدوران معها في فلكها، وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة ‏المجانين…‏

‏6- فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، ولم تطاوعه لهذه المعالجة، فلينظر ما تجلب عليه هذه ‏الشهوة من مفاسد عاجلته، وما تمنعه من مصالحها. فإنها أجلب شيء لمفاسد الدنيا، وأعظم ‏شيء تعطيلاً لمصالحها، فإنها تحول بين العبد وبين رشده الذي هو ملاك أمره، وقوام ‏مصالحه.‏

‏7- فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، فليتذكر قبائح المحبوب، وما يدعوه إلى النفرة عنه، فإنه ‏إن طلبها وتأملها، وجدها أضعاف محاسنه التي تدعوا إلى حبه، وليسأل جيرانه عما خفي ‏عليه منها، فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة، فالمساوئ داعية البغض والنفرة، ‏فليوازن بين الداعيين، وليحب أسبقهما وأقربهما منه باباً، ولا يكن ممن غره لون جمال على ‏جسم أبرص مجذوم، وليجاوز بصره حسن الصورة إلى قبح الفعل، وليعبر من حسن المنظر ‏والجسم إلى قبح المخبر والقلب.‏

‏8- وأخيراً كما يقول ابن القيم رحمه الله: فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا ‏صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه على بابه، مستغيثاً به، ‏متضرعاً متذللاً، مستكيناً، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق فليعف وليكتم، ولا ‏يشبب بذكر المحبوب، ولا يفضحه بين الناس ويعرضه للأذى، فإنه يكون ظالماً متعدياً (زاد ‏المعاد في هدي خير العباد لابن القيم) (4/275).‏

أما قول ابن القيم رحمه الله بأن العشق منه حلال، ومنه حرام فبيانه: أن من العشق الحرام ‏عشق الرجل امرأة غيره، أو عشقه للمردان والبغايا. وأما الحلال فهو الذي يكون بين ‏الرجل وزوجته ولم يتجاوز حد الاعتدال، ولم يؤد إلى الوقوع في محرم أو ترك واجب من ‏واجبات الدين. وبناء على ذلك نقول: لا يجوز لك إرسال الرسائل إلى المحبوب لأنكما ‏أجنبيان عن بعضكما البعض، ولا تجوز المواصلة بينكما بأي طريقة أخرى، وإذا كنتما ‏تريدان الزواج فلماذا لا تقدمان عليه؟ فإما الزواج إذا كان ذلك ممكنا ، مع الصبر والتقى حتى يتم ذلك ، أو قطع الصلة دون تردد، فإذا كان تعلق الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل خارجاً ‏عن النفس، فلا يجوز أن يتخذ حجة لإقامة علاقة مع الطرف الآخر، أو مواصلته أو ‏مراسلته، ولكن إن كان يستطيع الزواج منه فليتقدم لخطبته، وليعجل وليستعن بالله، وإذا ‏كان لا يستطيع الزواج منه فليقطع صلته به تماماً، ولييأس منه تماماً كما تقدم، وليشغل ‏نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه. ونسأل الله أن يصرف عنه هذا التعلق الذي لا فائدة منه ولا ‏جدوى، وأن يعوضه عن ذلك بالحلال.‏





الكلمات المفتاحية

الزواج الرزق العشق أمراض القلوب

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled الزواج من الرزق المكتوب، فإذا كتب الله لك في اللوح المحفوظ أنك ستتزوج هذه الفتاة، أو أنك لن تتزوجها؛ فسيتحقق هذا المكتوب، والدعاء لا يغير ما كتب في ال