يسأل أحدهم عن بيان الحكم الشرعي مما يفعله، فهو يكتب أسماء زملائه الغائبين عن العمل (حضور)، فهل يعد ذلك خدمة إنسانية، أم أنه نوع من الغش والخداع؟. 

للأسف يتصور البعض أنه يقدم بذلك خدمة إنسانية لزميله عن العمل بأنه يحضره رغم غيابه، والحقيقة عكس ذلك تمامًا، فقد تكون خدمة شيطانية، يمليها الشيطان على من يفعلها، ويصور الأمر على أنه شهامة، بينما هو في الحقيقة عكس ذلك، بل ويصور من يرفض ذلك بأنه (أناني) ويكره الخير للناس، مع أنه يبتعد عن حرام حرمه الله عز وجل، وهو الغش.

وهذا الأمر (وهو الغش) أعلن المصطفى صلى الله عليه وسلم البراءة من صاحبه، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «من غش فليس مني»، وفي رواية: «من غشنا فليس منا».

ذنب كبير

أيضًا يقع على عاتق صاحب هذا الفعل، أنه قد يستحضر الخوف من الناس، وهم هنا (المديرين) أو أصحاب أو أرباب العمل، فيكتب زملائه حضور، بينما يغيب عنه الخوف من رب العباد المطلع على الصغيرة والكبيرة، قال تعالى: «إنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ » (الملك: 12).

فضلاً عن أنه يجعل هذا الغائب مستحق لراتب ليس له بحق فيه على الإطلاق، فتخيل عزيزي المسلم أنك تفعل ذلك بدافع الشهامة، ثم تكون النتيجة غضب الله عليك!.

عن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية يَموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة».

انظر لأبعاد الموضوع من زاوية أخرى غير التي تنظر بها من أنهم أصحابك ولهم واجب عليك، فالواجب فيما لا يرعى حقوق العباد والله ليس بواجب على الإطلاق وإنما هو من المهلكات.

اقرأ أيضا:

حقوق الزوجة إذا طُلِّقت من زوجها بناء على طلبها لأسباب معتبرة؟

غش الموظف

عزيزي الموظف، اعلم أن تأخرك عن العمل غش، وأن ما تداريه عن رب العمل من غياب أحدهم غش، لكن فرق بين أن لا تقبل كتابة أسماء الغائبين حضور، وبين أن تكون (العصفورة) الذي ينقل كل شيء لرب العمل، فهذا من أمور النميمة والفتنة بين الناس وهي أمور حرمها الله عز وجل.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن ولاَّه الله مِن أمْر المسلمين شيئًا فاحتجب دون حاجتِهم وخلَّتهم وفقْرهم، احتجب الله دون حاجتِه وخلَّته وفقره يوم القيامة».