أو تدري عزيزي المسلم، أن الجنة من الممكن أن تطلبك بالاسم؟.. نعم تطلبك أنت، وتصر على وجودك معها أو بداخلها، فقط حين تطلبها أنت أولا.. لكن قد يسأل أحدهم، وهل هناك امريء مسلم من الممكن ألا يطلب الجنة.. بالتأكيد هناك من يغفل عن ذلك للأسف، وقد يعيش ويموت ولا يسأل الله الجنة.
في الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار».. تخيل الجنة بنفسها تطلبك، والنار بذاتها تستجير لإبعادك عنها، ومع ذلك مازلت أنت غافلاً عن الطريق الصحيح الذي يأخذك إلى الجنة ويبعدك عن النار.
الفوز العظيم
لا يمكن للحديث عن الجنة أن يُمل، فهو أعظم الحديث لاشك، وكيف يمل الحديث عن دار بناها الله بيده، وجعلها مقرًا لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وهل أقض مضاجع العابدين، وأسهر ليل المتقين، وأرق الصالحين إلا خوفهم أن يُحرموا دخولها؟ وهل عاش الأنبياء والمرسلون وأتباعهم من المؤمنين إلا وهم يسألون الله الجنة؟.
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لرجل « كيف تقول في الصلاة؟ » فقال الرجل: أتشهد، وأقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال صلى الله عليه وسلم: « حولها ندندن »، إنها الجنة العظيمة في اتساعها كما الله تعالى: « سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» (21 الحديد ).
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنةأقل نصيب في الجنة
تخيل أن نصيب آخر رجل يدخل الجنة، أن يعطيه الله مساحة الدنيا ومثلها معها، فما بالنا بأعلاها.. فهل مثل هذا المكان لا نطلبه آناء الليل وأطراف النهار؟.
أما عن الأعلى منزلة في الجنة، فهذا السؤال سأله نبي الله موسى عليه السلام وكان الجواب من الله تعالى: « أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها . فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر»، قال: «ومصداقه في كتاب الله عز وجل : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) (السجدة / من الآية - 17 ).
وإذا علمت عزيزي المسلم، صفات بناء الجنة، لن تنام من يومك وتظل تحلم بدخولها أو حتى التظلل بظلالها يومًا ما، فهي (لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران من دخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم).