من سنن الإسلام الحنيف، أنه حينما يولد الطفل، يقوم الأب برقيه، وإقامة الأذان في أذنه، وأن يعوده على سماع القرآن الكريم منذ صغره، لأن الطفل يستشعر هذا الأمر جيدًا، فضلاً عن أنه يكون له (وجِاء) أي حماية من مس الشيطان وهمزه.

ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يعوذ حفيديه من السيدة فاطمة رضي الله عنها، والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، (الحسن والحسين) ويقول: «إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة»، فلما نزلت المعوذتين أخذ بهما وترك ما سواهما من التعويذات.

حماية الأطفال من الحسد

كل الآباء والأمهات، يتمنون حماية أولادهم من العين والحسد، ومن أي ضرر مهما كان، والإسلام وضع لنا الأسس التي إن تتبعناها تمت حماية أولادنا من كل سوء بإذن الله.

لحماية الأطفال من العين والحسد ينبغي اتباع الرقية الشرعية، وما ذكرت من آيات فهي منها، وتكون أيضا بقراءة الفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين، وبقراءة الأدعية المأثورة مثل: «بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك».

وللوقاية من العين أيضًا، ينبغي المحافظة على الأوراد والأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الصباح والمساء فهذا من أفضل الوسائل التي يمكن للإنسان أن يصون ويحفظ بها نفسه وأولاده من الحسد والعين وغير ذلك من الأمراض.

اقرأ أيضا:

بركة الزمان والمكان.. كيف تنتهز الفرصة لإجابة الدعاء؟

تحصين الأطفال

الإسلام علمنا التحصين، أي حماية أولادنا من أي ضرر كان، وهناك العديد من آيات الذكر الحكيم التي تستخدم للتحصين، ومنها لاشك المعوذتين، وآية الكرسي.

وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخا من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه»، ثم قال سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: « وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ » (آل عمران: 36).

وتعويذ الأطفال من الشيطان من أبلغ وسائل تحصينهم، فقد كان هذا الأمر منهج الأنبياء مع صبيانهم، كما دعت امرأة عمران لابنتها مريم بعد ولادتها، فقالت، كما قال تعالى: « فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ » (آل عمران: 36).