أخبار

٣ وصفات مجربة لإزالة الهم والغم والحزن وتفريج الكروب.. يكشفها عمرو خالد

عبيدة بن الحارث.. ماذا تعرف عن أول شهداء بدر؟

هل يجوز الكلام أثناء الطواف حول الكعبة؟

لهذه الأسباب..طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين؟

قصص رائعة في بر الوالدين.. لا تفوتك

ذكاء الشافعي.. ماذا قال عن تحريم سماع المزمار؟

انتبه.. هذه العلامات على اللسان مؤشر خطر

رقم قياسي.. بطل شطرنج نيجيري يلعب 60 ساعة متواصلة

عجائب الكرم لا تنتهي .. ثمانية أبواب في منزل واحد لإعطاء السائل

حتى لا تندموا بعد فوات الأوان.. لا تصدِّقوا آباءكم وأمهاتكم حين يقولون لكم: "شكراً"

إذا كان الله عالمًا بأعمال العباد ولا تخفى عليه فلِمَ يكتبها ولم يُسجِّلها عليهم؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | فريق التحرير | الاحد 16 يناير 2022 - 12:47 م

{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]

يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:


بيَّن الحق سبحانه وتعالى أن علمه محيط لا يعلم مجرد عمل الجوارح، إنما يعلم ما يدور في النفس، يعلم خلجاتها وأفكارها قبل أنْ تترجم إلى عمل. إذن: العلم بالوسوسة أوْلَى من العلم بالجوارح وعملها، لكن قد يقول العبد: أختبئ فلا يراني أحد.

فبيَّن الله له أنه إذا اختبأ من الناس فلا يختبئ من الله، ولا يخفى عمله على الملكين الكاتبين اللذين يتلقيان عمله ويحفظانه، ملك عن يمينه يكتب الحسنات، وملك عن شماله يكتب السيئات.

ومعنى { قَعِيدٌ } [ق: 17] يعني: كلٌّ منهما قاعد له بالمرصاد متفرغ له يرقبه ولا يغيب عنه { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 18] فإنْ قلت ما دام أن الله تعالى عالم بعمل العبد، ولا تخفى عليه خافية، فلم يكتب عمله ولم يُسجِّله عليه؟

قالوا: يكتب الأعمال لتكون حجة على صاحبها يوم القيامة، فكما أن الله تعالى سيُنطق الجوارح لتشهد على صاحبها، كذلك سينطق هذا الكتاب. واقرأ: { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النور: 24].

وقال سبحانه: { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [فصلت: 21] وقال: { هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ } [الجاثية: 29].

ومن رحمة الله بعباده في كتابه الأعمال أن الحفظة تكتب الحسنة بعشر أمثالها، وتكتب السيئة الواحدة بواحدة، تكتب الحسنة بمجرد أنْ تفكر فيها ولا تُكتب السيئة إلا بعد الوقوع فيها، بل وتعطيك فرصة لعلك تتوب أو تراجع نفسك.


سكرة الموت


{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق: 19]

معنى: { سَكْرَةُ الْمَوْتِ... } غشْيته أو الغيبوبة التب تأخذ الإنسان وهي وقت الغرغرة وخروج الروح، وسُميت سكرة الموت لأنها مقدمة للموت، وقوله: { بِالْحَقِّ... } [ق: 19] لأن الحق هو الموت، فهو حق واجب لكل مخلوق، وسَهْم أُطلق إلى كل مولود، وعمرك بقدر وصوله إليك.

لذلك يموت الإنسان جنيناً، ويموت طفلاً، ويموت شاباً، ويموت شيخاً. ومن آيات الله في الموت أن أبهمه زماناً، وأبهمه مكانا، فجاء الإبهام أوضح بيان، لأن الإبهام جعلك تنتظره في كل وقت، وجعلك تستعد له بالتوبة والعمل الصالح، جعلك تستحي من الله أنْ يفاجئك الموت وأنت على معصية.

وقوله: { ذَلِكَ... } [ق: 19] أي: الموت { مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } [ق: 19] أي: تميل عنه وتخاف منه، نعم كلنا يخاف الموت ويبعده عن نفسه، يتصور أنّ كل الناس سيموتون إلا هو.
الأمل في الحياة

لذلك ورد في الحديث: "لا أرى يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت". والابتعاد عن شبح الموت له حكمة مرادة للحق سبحانه وتعالى، فلو استحضر كلُّ واحد منا حقيقة الموت ما هنئ له عيش ولا قرَّ له قرار، وما انتفع أحد منه بعمل.

إذن: الأمل في الحياة هو الأَوْلَى، والأمل هو الذي يعمر حركة الحياة، حب الحياة هو الذي يأخذنا لعمارة الحياة، المهم أن هذا الأمل لا يُنسيك الموت، فكُنْ على استعداد له بالتوبة والاستغفار إنْ بدر منك ذنب.

اقرأ أيضا:

هل نصنع المعروف مع أهله وغير أهله؟.. قصة وآية فيها الإجابة

مشاهد يوم القيامة 


{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ} [ق: 20]

هنا يعطينا مشهداً من مشاهد يوم القيامة، يوم يُنفخ في الصور، قالوا: هي النفخة الثانية التي يقوم الناس لها من قبورهم. والصُّور هو البوق الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام.

{ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ } [ق: 20] أي: الذي توعدانكم به وخوَّفناكم منه. والوعيد عكس الوعد، الوعيد يكون بشرٍّ آتٍ والوعد بالخير. والموت لا يخاف منه إلا صحاب الأعمال السيئة، كامتحان آخر العام لا يخاف منه إلا التلميذ المهمل أما المجتهد فيفرح به.

كذلك صاحب الأعمال الصالحة يفرح بلقاء الله، لأنه قادم على الجزاء الأوفى من الله، لذلك حين يموت الرجل الصالح نقول: اللهم ألحقنا به.

وقوله سبحانه: { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } [ق: 21] سائق يسوقها إلى أرض المحشر، وشهيد يشهد عليها بما عملتْ.

{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22]
{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا... } [ق: 22] في غفلة ونسيان لهذا اليوم { فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ... } [ق: 22] أي: كشفنا عنك غطاء الغفلة.
{ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } [ق: 22] أي: حاد ونافذ يستطيع أنْ يدرك الأمور على حقيقتها، أي: أمور الآخرة وما فيها من بعث وحساب وجزاء.


الكلمات المفتاحية

مشاهد يوم القيامة سكرة الموت مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ الشيخ محمد متولي الشعراوي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]