أخبار

احرص على هذه العبادات .. تسعد في دنياك وأخرتك

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

الصلاة على رسولنا المصطفى يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها

فضائل التبكير إلى صلاة الجمعة.. أعظمها رقم (6)

أفضل ما تدعو به وأنت ذاهب لصلاة الجمعة

احرص على هذا الأمر في صلاة الجمعة يقربك من الجنة!

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

سنن وآداب وأدعية يوم الجمعة

للحصول على نوم جيد.. كل ولا تأكل (نصائح لا تفوتك)

"الصحة العالمية" تحذر من تفشي أنفلونزا الطيور: سيؤدي إلى وفيات أكثر من كوفيد

لماذا أوصى الله بالوالدين دون تفرقة بين مؤمن وكافر؟.. تعرف على الحكمة الإلهية (الشعراوي)

بقلم | أنس محمد | الاثنين 17 يناير 2022 - 09:09 ص

{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}[الأحقاف: 17]

يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:

القرآن الكريم أعطانا عدة لقطات للوالدين مع الأولاد، وهذه اللقطات تختلف باختلاف الأحوال، ولأهمية هذه العلاقة بين الوالد والولد قرنَ الله الوصية بالوالدين بعبادته سبحانه، وأعطاها نفس الأهمية والقداسة.

فقال سبحانه:{  وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً... }[الإسراء: 23] لأن الوالد والولد هما الخلية الأساسية لبناء المجمتع، فإذا صلحتْ صَلُح المجتمع، وإذا فسدتْ فسد المجتمع، وصلاح هذه الخلية يقتضي منا أن نعلم منزلة الوالدين، وأنهما السبب المباشر في الوجود فلهما حَقُّ السَّببية في الإيجاد، يعني: لولاهما ما وجد الولد.

وحين نبرهما ونحترمهما تكون دُرْبة لنا على تعظيم واحترام المُوجِد الأول سبحانه والأصل الأصيل في المسألة.

لذلك جاءت هذه الوصية عامة، لا فرق بين مؤمن وكافر، فالحق يُوصي بالوالدين حتى إنْ كانا كافريْنِ، لأنه تعالى ربُّ الجميع يتكفل بالجميع حياة ورزقاً وإقامة، لأنه عبده وصَنْعته.

وقُلْنا: يجب أنْ نلحظ الفرق بين الألوهية والربوبية: فالربوبية عطاء وتربية، والألوهية تكليف وتعبُّد بطاعة الأمر واجتناب النهي.

فهو أيضاً عطاء، لكن عطاء تكليفي بافعل ولا تفعل، عطاء لأن فائدته تعود على العبد ولا ينتفع الله منها بشيء، ولا تزيده طاعة الطائعين صفةً لم تكُنْ له سبحانه، ولا تسلبه معصية العاصين صفةً ثابتة له سبحانه.

فالله له صفات الكمال المطلق قبل أنْ يُوجد هذا الخلق، لذلك نرى الإنسان حين يحزبه أمر لا يقدر عليه من أمور حياته يقول: يا رب، فيدعو بصفة الربوبية يعني يا رب، يا من تتولى رعايتي وتربيتي خُذْ بيدي وأعنِّي.

لكن إذا أراد أنْ يستعين على أمر تكليفي لله تعالى يقول: يا الله، يعني يا إلهي، يا مَنْ كلَّفتني أعنِّي على طاعتك فيما كلَّفتني.

الحكمة من تكليف الله للعباد

إذن: الحكمة من التكليف لا تعود على الله إنما تعود على المكلَّف، والحق سبحانه يريد مجتمعاً مؤمناً صالحاً يبني ويُعمر، ويكون على أحسن حال، كما تحثّ ولدك الصغير على المذاكرة وتقول له: إنْ نجحت سأشتري لك عجلة أو بدلة، فأنت تريد له الخير ولن تنتعف أنت بما ستشتريه له.

لذلك ورد في الحديث القدسى: " يا عبادي، إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضُرِّي فتضروني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وحيّكم وميّتكم، وإنسكم وجنَّكم، وشاهدكم وغائبكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في مُلكي شيئاً، ولو أن أولكم وآخركم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من مُلكي شيئاً.

يا عبادي لو أن أولكم وآخركم... اجتمعوا في صعيد واحد، فسألني كلُّ واحد مسألته فأعطيتُها له ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخلَ البحر.

ذلك أنِّي جواد ماجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أنْ أقول له: كُنْ فيكون " إذن: حظ التكليف صلاح الملكلف.

وقد أوضحنا هذه المسألة في بيان معنى قوله تعالى:{  أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ... }[البقرة: 5] فكأن الهدى دابة ومطيّة تحمل المهتدي وتُوصِّله إلى غايته التي يسعى إليها، فالهدي ليس حِمْلاً وليس ثِقَلاً على صاحبه إنما مُعين له.

والآية التي معنا { وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ... } [الأحقاف: 17] تعطينا لقطة للوالدين حينما يكونان مؤمنين والولد غير مؤمن، وتصور لنا حرص الوالدين على نجاة الولد، كما رأينا مثلاً في قصة سيدنا نوح وولده.

وهذه الآية نزلتْ في عبد الرحمن بن أبي بكر وكان أبواه قد أسلما، وأبَى هو أنْ يسلم، فكانا يدعوانه إلى الإيمان بالله والإيمان بالبعث، فيقول لهما: أين فلان؟ وأين فلان؟ ممَّن ماتوا في السابقين.

ثم أسلم عبد الرحمن بعد ذلك وحَسُن إسلامه. وإنْ كانت هناك روايات عن السيدة عائشة أنها نفَتْ ذلك، وقالت: إنما نزلت الآية في شخص آخر وذكرتْ اسمه.

قوله تعالى: { وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ... } [الأحقاف: 17] أي: اذكر الذي قال لوالديه { أُفٍّ لَّكُمَآ... } [الأحقاف: 17] و(أفّ) اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر، يقولون: فلان يتأفّف. يعني: يقول أف ويُظهر الضيق والضجر من شيء قذر أو مُنتن أو فعل لا يعجبك.

وقوله { لَّكُمَآ } دلَّ على غضبه منهما لأنها يُلحان عليه.فقال: { أُفٍّ لَّكُمَآ... } [الأحقاف: 17] أنتما ليس بعيداً عنكما.

لكن لماذا يتأفف؟ قالوا: لأن الوالدين يُلحان عليه أنْ يؤمن وهو لا يريد الإيمان، فلما أكثر عليه تأفّف، وقال: { أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ... } [الأحقاف: 17] يعني: أُبعث بعد الموت، والهمزة هنا استفهام للتعجب أو الإنكار فهو ينكر البعث.

ثم يأتي بالدليل الذي يؤيد وجهة نظره { وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي... } [الأحقاف: 17] أي: مضتْ القرون ومات كثيرون ممَّنْ سبق، ولم أرَ أحداً منهم قام من قبره.

البعث في الآخرة لا الدنيا

لكن من قال إن البعث سيكون في الدنيا، البعث موعده الآخرة بعد أنْ يموت الجميع ولا يبقى إلا الله.لكن الوالدين بعد أنْ سمعا هذا الكلام، ولمسَا هذا التصميم على الكفر لم يجدا مُنقذاً سوى الله فتوجها إليه: { وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ... } [الأحقاف: 17].

وهذا تصوير لطبيعة الوالدين وشدة حرصهما على نجاة الابن، فهما يتضرعان ويُلحان على الابن أن يؤمن، وأنْ يذوق حلاوة الإيمان التي ذاقاها.

وكلمة { وَيْلَكَ آمِنْ... } [الأحقاف: 17] حَثٌّ له على أنْ يؤمن، أو الويل لك إنْ لم تؤمن، ونلاحظ هنا أن الفعل يستغيث يتعدى بالباء فيقول: يستغيث فلان بالله، فلماذا حذف الباء وعدَّى الفعل بنفسه فقال: { يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ... } [الأحقاف: 17].

قالوا: هذا يدل على أنهما أمام أمر صعب، وأمام قلب قاس متحجر معاند، لا يقبل الدعوة ولا يستجيب لنداء الوالدين، ولا يُقدِّر مشاعرهما.لذا توجَّها إلى الله مباشرة أنْ يهدي هذا الولد، وأنْ يشرح صدره، وأن يلين هذا الطبع القاسي، ليسمع ويطيع وينجو، لذلك قلنا: لا تجد إنساناً يحب لك الخير كما يحبه لك والدك، يحب أنْ تكون أحسن حالاً منه، وهذه لا تتوافر إلا في الوالد والولد.

إذن: أمام هذا العناد ليس أمام الوالدين إلا التوجّه إلى الله مُقلِّب القلوب ومُسبِّب الأسباب، فما ضاقتْ به أسباب الخَلْق دَعْهُ للخالق سبحانه، فالقلوب بين أصبعين من أصابعه سبحانه يُقلِّبها كيف يشاء.


قصة أم موسى

وسبق أن قلنا ذلك في قصة أم موسى لما قال الله لها:{  فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ... }[القصص: 7] بالله أتقبل أم تخاف على ولدها أنْ تلقيه في البحر؟

تقبل أنْ تنجيه من موت مظنون بموت مُحقَّق؟ لكنها آمنَتْ وصدقتْ ونفذت. لأن الله قَلَب قلبها، ووارد الرحمن لا يعارضه ولا يعطله وارد الشيطان، لذلك قال تعالى:{  وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ... }[الأنفال: 24].

وهذه المسألة حدثتْ مع فرعون، فحال اللهُ بينه وبين قلبه وما يريد، فهو يبحث عن الأطفال ويقتلهم، ومع ذلك جاءه طفل في صندوق مُلقى في البحر، وعلى هيئة مريبة تدعو إلى الشك، ومع ذلك استقبله واحتضنه وربَّاه وصدَّق امرأته لما قالتْ عن الولد{  قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ... }[القصص: 9].

إذن: هذا غباء، ممَّنْ؟ من فرعون الذي ادَّعى الألوهية وقال للناس: أنا ربكم الأعلى.

ثم لما نتأمل القصة نجد دلالات أخرى لغباء هذا الرجل، فقد قال له السحرة: إن زوال مُلْكك سيكون على يد طفل يُولَد من بني إسرائيل، فما دُمْت قد صدَّقت بهذه النبوءة، فلماذا تقتل الأطفال؟

إذن: أقدار الله لا بدَّ أنْ تتحقق، وأنْ يُهيء لها أسبابها، وهذا هو معنى { وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ... } [الأحقاف: 17] يقولان: يا رب أنت قادر على كل شيء وأنت فوق الأسباب، وليس لنا حيلة مع هذا الولد ويعز علينا أنْ نتركه على كفرة فيهلك.

وقد علّمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نلجأ إلى الله، فكان إذا حزبه أمر يعني: غلبه وضاقتْ عنه أسبابه قام إلى الصلاة ليقف بين يدي ربه، فيحلّ له كل شَاقٍّ ويُهوِّن كلَّ عسير.

وكلمة { آمِنْ } يعني: انطق بالشهادة واعترف بأن الله إله واحد. ومادة (أمن) لها في القرآن معانٍ متعددة، تقول: آمنتُ بالله. وهذا الفعل مُتعدٍّ بالباء يعني: شهدتُ وصدّقتُ، وأمنتُ له: صدقته كما في قوله تعالى:{  وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا... }[يوسف: 17] يعني: مُصدِّق، وأمنته يعني أعطيته الأمان.

وعد الله حق

وقولهما: { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ... } [الأحقاف: 17] يؤكدان له هذه الحقيقة، وما دام حقاً فسوف يحدث ولا مفرَّ منه، لأن الله إله واحد لا شريك له، ولا أحدَ ينقض هذا الوعد أو يعارضه، وهو سبحانه القادر القوي الذي يملك إنفاذ ما وعد به.لذلك قال تعالى في شأن الساعة:{  أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }[النحل: 1] هكذا بالفعل الماضي، لأن وعَدْ الله يستوي فيه الماضي والحاضر والمستقبل، فهو سبحانه خالق الزمن ومالكه والمتصرّف فيه، فيعبر عن المستقبل بالماضي لأنه يعلم أنه لا توجد قوة تعارضه.

إذن: فالقيامة التي ستأتي في المستقبل أتتْ بالفعل وهي حادثة لا شكَّ فيها، لذلك يتصرف في الكون بشهادته سبحانه لنفسه، فأول مَنْ آمن آمنَ اللهُ بذاته سبحانه، فقال:{  شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ... }[آل عمران: 18].

فقد شهد الله لذاته قبل أنْ يشهد بذلك أحدٌ من خلقه، وكأنه سبحانه بهذه الشهادة يقبل على كل شيء يريده وهو يعلم أنه لن يتخلف، وما هي إلا كُنْ فيكون.

شهادة النبي لنفسه

كذلك سيدنا رسول الله يشهد لنفسه بالرسالة قبل أنْ يشهد بها أحد، ففي رواية " أن سيدنا جابر بن عبد الله كان عليه دَيْن لرجل يهودي، ووعده حين يثمر النخل أنْ يجز نخله ويقضيه دَيْنه، فلما جاء أوان الثمر (خاب) ولم يُعط الثمر المرجو منه، وعجز جابر عن السداد.

فذهب بعض إخوان جابر وحكوا القصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث لليهوي وقال له: أنظِرْ جابراً حتى يقضي ما عليه. فقال: لا يا أبا القاسم، فأعاد الرسول عليه: أنظِرْ جابراً. فقال: لا يا أبا القاسم.

فتركه رسول الله وذهب إلى بستان جابر ومرَّ خلاله، ثم قال: أين عريشك يا جابر؟ فأخذ جابر رسول الله وأجلسه في عريشه، فقال: دَعْني هنا يا جابر واذهب فجُذذَ واقضِ ما عليك، فذهب جابر إلى نخلة فجذَّ منه حتى قضى ما عليه وبقي له ما يكفيه، فجاء بطبق من الرطب إلى رسول الله وقال له: يا رسول الله قضيتُ ما عليَّ وبقي لي ما لم يكُنْ يبقى في أيّ عام سابق، عندها ضحك سيدنا رسول الله وقال: أشهد أني رسول الله ".

فقوله تعالى: { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ... } [الأحقاف: 17] يعني: صادق لا يتخلف، والحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير، لأن الله هو الذي قضاه وحكم به، فلا أحدَ يُغيره، لذلك يقول سبحانه:{  سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً }[الفتح: 23].

وقوله تعالى: { فَيَقُولُ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [الأحقاف: 17].أي: يقول هذا الولد المعاند لوالديه، وهما يدعوانه للإيمان بالبعث والنشور: إن ما تقولانه ما هو إلا أساطير الأولين، وهي أكاذيبهم وقصصهم التي جاءتْ في كتبهم، يعني: ما تدعواني إليه كذب أشبه بالأساطير والخرافات.

اقرأ أيضا:

من هو النبي الذي أضاعه قومه؟

https://www.youtube.com/watch?v=9HgCQZgLOo0


الكلمات المفتاحية

الشعراوي تفسير القرآن لماذا أوصى الله بالوالدين دون تفرقة بين مؤمن وكافر؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَك