الفساد والإفساد مصطلحان قريبان جدا في الحروف غير أن بينهما فرق كبير في المعنى فالفساد أن يكون الشخص فاسدًا في نفسه لا يهتم بمصالحه مشغول بما يضره وبهذا يخسر فرصا كثيرة ويضيع على نفسه منح هي الفضل له بلا شك بسبب تهره وإهماله. الفرق بين الفساد والإفساد:
أما
الإفساد ففي فساد متعدي للغير فهو لا يتوقف عند حدود فساده ولا يرضى إلا أن يضر غير غيره فإفساد ما حوله من الأشياء ومن حوله من الأشخاص غاية لا تنفك عن سلوكه وميوله.
وقد توعد الله الصنفين جميعا وحذر من اتباع سبيلهم بل تعبدنا بالأخذ على أيدهم ونصحهم ومحاولة انتشالهم من دائرة الفساد التي يعيشون فيها؛ وبينت آيات القرآن في أكثر من موضع كره الله للفساد من ذلك قوله تعالى:" والله لا يحب الفساد"، "إن الله لا يحب المفسدين".
الأخذ على أيدي المفسدين:
كما بينت السنة النبوية المطهرة أنه لا ينبغي الاكتفاء بمشاهدة من يفسد في الأرض لا سيما إ كان إفساده سيضر الجميع من هنا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيلا لتقويم هذا السلوك الموج المناهض للفكر ففي الحديث عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا).
الإفساد والعدل:
وتجد الإشارة فرق بسيط ربما لا ينتبه إليه البعض في مسألة أخذ الحقوق فإذا كان الإسلام شرع أخذ الحقوق ولا يلام شرعا من يأخذ حقه أو يطالب به، لكنه وضع ضوابط عامة تبين الوسائل التي تأخذ بها حقك فليس يباح أن تأخذ حقك بما يضيع حقوق الآخرين فإن فعلت فأنت من المفسدين، ولذه يجب الانتباه للوسائل التي تأخذ بها حقك وتختار ما يتوافق مع الشرع حتى لا تقطع في التعدي وأنت تأخذ حقك، وأشهر مثال على هذا مثال الصينية التي أظهرت الفكرة بوضوح فإن كان لديك صينية حلويات تم تقسيمها إلى أجزاء بحيث يأخذ كل واحد نصيبه بالتساوي فمن احتال وأخذ حقه بشكل مغاير بأن اقتطع لنفسه جزءا يختلف عن شكل الأجزاء المقسمة فإنه بذلك قد اعتدى بل أفسد على الآخرين حقوقهم وبهذا يلام شرعا.