حينما يتحدث أحدهم عن فضل سورة البقرة، ويسأل الناس لماذا لا تقرأها يوميًا، فإن لها من الفضل العظيم، ترى هناك من يقول إنها أطول سور القرآن، وتأخذ وقتًا طويلاً في قراءتها، مع أنه لو علم أن الأمر قد لا يتجاوز الربع ساعة في اليوم، وتبعث على الراحة والطمأنينة، وتكون حامية لمن يقرأها من كل الشرور الظاهرة والخفية، وأنها تساعد على زيادة الرزق، ما تركها ولو يومًا واحدًا.

سورة البقرة فيها من الخير والبركة ما لا يحصى، وقد حث النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على قراءتها فقال: «اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»، قال معاوية: بلغني أن البطلة هم السحرة.

تشفع لقارئها 

سورة البقرة شأنها عظيم ومنافعها جمة، بل لا يمكن حصرها، ومن ذلك: عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة السحرة».

لذلك فقد سماها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، سنام القرآن (أي أعلاه)، ففي صحيح ابن حبان عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام».

اقرأ أيضا:

شباب بني إسرائيل.. عاص تشفع له الجبال.. وآخر يصلي على جنازته موسى

طريقة قراءتها 

أيضًا، يجوز قراءتها مجزأة أو كلها على مرة واحدة، طالما كان وقتك يسمح بذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين».

إذن لو قرأها امريء مسلم على أكثر من مرة طوال اليوم، فإنه ينال أيضًا فضلها لاشك بإذن الله، لكن مما لاشك فيه أن أفضل أوقات قراءتها، هي مع صلاة الوتر وقيام الليل، أي أفضل أوقات قراءتها يكون في الثلث الأخير من الليل، وهو وقت يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهي عند طلوع الفجر، فهي تكفي عن الدعاء لأنها تحمل العديد من الأدعية الدنيوية والأخروية، وفيها ذكر ما كان قبلنا، والعديد من الأحكام، إذن فهي سورة جامعة، وبالتالي فإن من لم يقرأها فإنه يعد أقل الناس حظًا في الدنيا لاشك.