كيف تدرك شفاعة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم؟.
عليك أن تردد ما يقوله المؤذن وقت الأذان، ثم تنهيه بسؤال الوسيلة والفضيلة له صلى الله عليه وسلم، إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد»، مجرد كلمات بسيطة جدًا لا تستحق أي عناء، وإنما فقط ذكر الله في وقت هو المفروض أن يكون كله لله، وهو وقت الصلاة، ومع ذلك، يجزيك الله عن ذلك خيرًا لا يمكن تصوره، وهو أن تبلغك شفاعة خير الآنام محمد صلى الله عليه وسلم.
كيف تتحقق الشفاعة؟
على كل مسلم، أن يتأكد يقينًا أن مسألة الشفاعة ليست بالأمر الهين، إذ أن الله يوم القيامة سيغضب غضبًا شديدًا لم يغضب مثله قط، فيذهب الناس إلى آدم عليه السلام، لكي يتقدم فيسأل الله الشفاعة، فيرفض، فيذهبون إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام، فيرفض، وهكذا كل أنبياء الله يقرون بأن غضب الله ليس له مثيل، وينأون عن التقدم بطلب الشفاعة، إلا أنهم حينما يأتون خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه يقف ويقول (أنا لها.. أنا لها)، وذلك هو المقام المحمود الذي وعده الله إياه عليه الصلاة والسلام، إذ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى : « عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا » (الإسراء: 79)، حينما سئل عنها؟ قال: «هي الشفاعة».
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنةشفاعة النبي
إذن هو فقط محمد صلى الله عليه وسلم، من يتقدم ليشفع عن أمته، وليس غيره.
عن حذيفة قال : «يجتمع الناس في صعيد واحد ، فأول مدعو محمد فيقول : لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، والشر ليس إليك ; المهدي من هديت ، عبدك وابن عبديك ، وبك وإليك ، ولا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، تباركت وتعاليت فهذا قوله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودًا»، وهنا تكون الإجابة من الله عظيمة بقدر عظمة هذا الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ يقول المولى عز وجل هو ساجد تحت العرش: «يا مُحَمَّد، ارْفعْ رأسك، وقُلْ يُسْمَعْ لك، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فيقول: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي، فيُقال له: انْطَلقْ فمَن كان في قَلْبه أدْنَى أدْنَى أدْنَى مِنْ مِثْقال حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ فأخْرِجْهُ مِنَ النَّار، فينْطلق فيفعل»، فاللهم ارزقنا الشفاعة من نبيك الأكرم صلى الله عليه وسلم، واسقنا من يديه الشريفتين شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا.