أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

كيف تستعد لرمضان من رجب؟.. خاب وخسر من لم يستعد لشهر التوبة

بقلم | أنس محمد | الاثنين 15 يناير 2024 - 05:43 ص

 شهر رجب هو الانطلاقة الحقيقية في الاستعداد لشهر التوبة شهر رمضان المعظم، فحينما تهل عليك روائح شهر رجب المحرم، تبدأ في الإحساس توًا بقرب شهر رمضان، وتتذكر رائحته الزكية والطيبة، وتبدأ في الاستعداد له والحديث عنه، وعن احتياجاته المالية، من شراء خزين المنزل والطعام والشراب والتفكير في عزومات رمضان، إلا أن هناك استعدادًا لهذا الشهر الكريم ينبغي أن يكون من نوع آخر كما خصص له الله سبحانه وتعالى.

فقد صعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبرَ، فقال: ((آمين، آمين، آمين))، فقيل: يا رسولَ الله، إنك صعدتَ المنبرَ فقلت: ((آمين، آمين، آمين))! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ جبريلَ عليه السلام أتاني فقال: من أدركَ شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخلَ النار فأبعَدَه الله، قل: آمين، قلتُ: آمين)) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان.

فشهر رمضان هو شهر المغفرة وشهر التوبة، يدعو العبد ان يدركه هذا الشهر قائلاً: "اللهمّ فبلِّغنا شهرَ رمضان، اللهمّ اجعلنا ممّن أدرك رمضان"، حتى يدرك من هذه المنحة الربانية ما يؤهله لكي يكون من أهل التوبة الصادقة، فيغفر الله له.

والإنسان كثير الخطأ والمعاصي، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والّذي نفسِي بيَدِه، لو لم تذنِبوا لذَهَب الله بكم، ولجاءَ بقومٍ يذنِبون فيستغفِرون اللهَ فيغفِر لهم)) أخرجه مسلم.

فالخطأ سمة إنسانية، يحتاج فيها الإنسان لمراجعة النفس والتوبة عن المعصية، وليس هناك فرصة اعظم من شهر رمضان المعظم، فكم من عاص يتلمَّس نسيمَ الرجاء، ويبحَث عن إشراقةِ أمَل، ويتطلَّع إلى صُبحٍ قريب يشرِق بنورِ التوبةِ والاستقامةِ والهدايةِ، ليذهب معها اليأسُ والقنوط.

ففي هذا التوقيت يكون الإنسان قد جمد أطراف لسانه عن ذكر الله، وقد شغلته الدنيا فلم يربح منها إلا مزيدا من الضغوط واليأس، فيبدأ في استشراق الأمل مرة أخرى، وحينها يجدها تبدأ تلوح في الأفق عند الإعلان عن دخول شهر رجب واقتراب شهر رمضان، فيبدأ الإحساسَ بألمِ الفراق عن الله والتوجُّع للعَثرةِ والنّدمَ على سالف المعصية والتأسُّف على التفريط والاعترافَ بالذّنب هو سبيلُ التصحيح والمراجعةِ وطريق العودَة والأوبة.

فيخاطب الإنسان نفسه بالتوبة، والبدء الفوري في الإقلاعُ عن المعصيةِ والنّزوع عن الخطيئةِ، والتخلُّص من المظالم وإبراءِ الذمّة، قال تعالى: (فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ) [التوبة:74]، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31].


التوبة صفحة بيضاء


فالتوبةُ صفحةٌ بيضاء وصفاءٌ ونقاء وخشيَة وإشفاق وبكاء وتضرُّع ودعاء وخوفٌ وخجَل ووَجل ورجوع، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أخطَأتم حتى تبلُغ خطاياكم السّماء ثم تُبتُم لتابَ الله عليكم)) أخرجه ابن ماجه.

 وعن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: يا عبادي، إنكم تخطِئون بالليل والنهار وأنا أغفِر الذنوبَ جميعًا فاستغفِروني أغفر لكم)) أخرجه مسلم.

 وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: يا ابنَ آدم، إنّك ما دعوتني ورجَوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي. يا ابنَ آدم، لو بلغَت ذنوبك عَنانَ السماءِ ثم استغفرتني غفرتُ لك. يا ابنَ آدم، إنك لو أتيتني بقرابِ الأرض خطايا ثم لقيتَني لا تشرِك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرةً)) أخرجه الترمذي، وعند مسلم: ((من تقرَّبَ منّي شِبرًا تقرّبتُ منه ذِراعًا، ومن تقرَّب مني ذراعًا تقرَّبت منه باعًا، ومن أتاني يمشِي أتيتُه هرولةً، ومن لقيَني بقُراب الأرضِ خطيئةً لا يشرِك بي شيئًا لقِيتُه بمثلِها مغفرة)).

اقرأ أيضا:

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تستعد من رجب؟


لذلك لتكن التوبة انطلاقة قوية من شهر رجب، بأن نكثر من الاستغفار والندم على المعصية، فقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يكثِر من التّوبةِ والاستغفار، قال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيتُ أكثرَ استغفارًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول النبي صلواتُ الله وسلامه عليه: ((والله، إني لأستغفِر الله وأتوب إليه في اليومِ أكثرَ من سبعين مرة)) أخرجه البخاريّ.

 وعن الأغرّ بن يسارٍ المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيّها النّاس، توبوا إلى الله واستغفِروه، فإني أتوب في اليومِ مائة مرّةٍ)) أخرجه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ عبدًا أصابَ ذنبًا فقال: ربِّ، أذنبتُ ذنبًا فاغفِر لي، فقال ربّه: أعلِمَ عبدي أنّ له ربًّا يغفِر الذنبَ ويأخُذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا فقال: ربّ، أذنبتُ آخر فاغفِره، فقال: أعلِم عبدي أنّ له ربًّا يغفِر الذنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكثَ ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا فقال: ربِّ، أذنبتُ آخرَ فاغفِره لي، فقال: أعلِمَ عبدي أنّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي)) متفق عليه.

 وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن عبدٍ يذنِب ذنبًا ثمّ يتوضّأ ثم يصلّي ركعتين ثم يستغفِر اللهَ لذلك الذنبِ إلاَّ غفَر الله له)) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.

يا عبدَ الله، لا تكن ممّن قال: أستغفِر الله بلسانِه وقلبُه مصِرٌّ على المعصيةِ وهو دائمٌ على المخالفة، ليُقارِن الاستغفارَ باللسان موافقةُ الجَنان وإصلاحُ الجوارِحِ والأركان، (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل [عمران:135].

وعن عبد الله بن عمَر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ اللهَ عزَ وجلَ يقبَل توبة العبدِ ما لم يغرغِر)) أخرجه الترمذي.

الكلمات المفتاحية

كيف تستعد لرمضان من رجب؟ كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون الاستعداد لشهر رمضان

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled شهر رجب هو الانطلاقة الحقيقية في الاستعداد لشهر التوبة شهر رمضان المعظم، فحينما تهل عليك روائح شهر رجب المحرم، تبدأ في الإحساس توًا بقرب شهر رمضان، و