للأسف قد ينسى البعض أن الله عز وجل حفظه حينما كان بلا حول أو قوة داخل بطن أمه، وحتى بعد أن جاء إلى الحياة، كان الله يحميه ويتلطف عليه بلطفه في أمور لم يرها، أو مرت عليها ولا يتذكرها، لكنها ثابتة، كونها معجزات لا يقدر عليها إلا الله الخالق القهار وحده سبحانه وتعالى.
ومن ذلك الحفظ والمعجزات التي لطف الله بها علينا، ولم نعيها، أننا أثناء وجودنا في بطون أمهاتنا، فإنه يحيط بنا سائل يعوم داخل رحم الأم، ولكن لو استمر الجنين يعيش داخل هذا السائل، فإنه لاشك سينزل من بطن أمه (باش) تمامًا وضعيف، إلا أن الله عز وجل يحمينا بشيء يسمى (الطبقة الجُبنية)، وهي طبقة لونها أبيض مكونة من الدهون تتكون على جلد الطفل مغطية جسمه كله.
فائدة عظيمة
وأما عن فائدة هذه الطبقة الجُبنية، فإنها تعمل على تكوين عازل بين جلد الجنين وبين السائل الذي يعوم فيه داخل رحم الأم.. فتخيل لو مرة تركت يدك في الماء لمدة ٥ دقائق فقط، من المؤكد أن الجلد (سينكمش) و(يبوش)، فما بالك بجلد موجود في المياه لمدة ٩ أشهر !
لذلك فإن هذه الطبقة الجبنية تحمي جلد الجنين من الماء داخل رحم الأم، ولولاها كان الجنين يولد وجلده كله (منكمش)، أما الفائدة الثانية لهذه الطبقة الجبنية، أنها أيضًا تحمي الجنين من الالتهابات والعدوى المختلفة داخل رحم الأم، وأما الفائدة الثالثة فهي أنها تساعد في تأقلم الجنين على الجو الخارجي بسرعة بعد الولادة، ثم تكون الفائدة الرابعة في أنها تساعد في تسهيل عملية ولادة الجنين.
قال تعالى: «ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» (١٤ سورة المؤمنون).
اقرأ أيضا:
رأس المال الحقيقي.. تفسير سورة العصر وبائع الثلج المسكين!حقائق مذهلة
لقد خلق الله عز وجل الجنين في بطن أمه، ولم يتركه، وإنما يحميه بعدة طرق حتى ينزل إلى الحياة، ويكتمل نموه، وبالتالي فهناك حقائق مذهلة حول وجود الجنين في بطن أمه، حتى ولادته، إذ يوجد الجنين في الرحم داخل كيس سميك ويحيط به السائل الأمنيوسي الذي يحميه من جميع أنواع الصدمات.
كما أن المنطقة العلوية من عنق الرحم يغطيها طبقة من الإفرازات المخاطية؛ تمنح تجويف الرحم حماية إضافية؛ لذا فلا خوف على الجنين في بطن أمه، فالله سبحانه وتعالى قد أحاطه بحصن من السوائل التي تجعله آمنًا مستقرًا في بطن أمه حتى ولادته.