الملحق هو التتمة لأي موضوع أو كتاب، وقد يكون في كتيب آخر، إلا أنه يكمل ما هو موجود في الكتاب الأول، ورغم أهميته لكن للأسف قد ينساه الجميع، ومن التتمة التي ينساها الجميع أيضًا، أنه في ختام كل صلاة يجب على المسلم أن يردد التشهد، وهي (التحيات لله) حتى نهايتها (إنك حميد مجيد).
لكن هل يعلم البعض أن هناك جملة غاية في الأهمية تتمة للتشهد، يجب أن نرددها أيضًا، وحث عليها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال»، فمن منا يرددها؟.
أمر نبوي
العلماء بينوا أن اللام في قوله صلى الله عليه وسلم (فليستعذ بالله من أربع)، إنما هي أمر نبوي، وبالتالي يجب على كل مسلم أن يفعلها، ولا تسقط عنه، والأصل أن الأمر يفيد الوجوب، وقد أخذ بعض أهل العلم من هذا الحديث أنه يجب الاستعاذة من هذه الأربع بعد التشهد، فيكون ذلك قبل السلام بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يستعيذ من هذه الأربع.
والحديث يستدعي الاستعاذة من النار، وهو أمر بالغ الأهمية، يجب على كل مسلم أن يستعيذ منها، فقد جاء عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك ثم مت في ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك، فإنك إن مت في يومك كتب لك جوار منها».
في كل الصلوات
فتخيل عزيزي المسلم، أنك تستعيذ بالله وهو القوي الجبار الذي يقول للشيء كن فيكون، من النار في كل صلاتك المفروضة والنافلة، لاشك أن الله عز وجل سيستجيب يومًا ما لك، وهو الفوز العظيم الكبير، أن ينجيك الله عز وجل من حر جهنم.
أيضًا من الأمور الهامة في هذا الحديث، الاستعاذة من القبر، وهو أمر لو تعلمون عظيم، وهذه الأمة كما ثبت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، تفتن في قبورها، وعذاب القبر ثابت، وأحاديثه متواترة، ومما يدل عليه من القرآن قول الله تبارك وتعالى، عن آل فرعون: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ» (غافر: 46).
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء