تحولت الصلاة عند بعض الناس إلى ما يشبه التمرينات الرياضية، يومئ من خلالها البعض تارة إلى زوجته بأن تجهز له الطعام، حتى يفرغ من صلاته، وتارة بأن يكف أبناءه عن اللعب، أو العبث بأثاث المنزل، وتارة للرد على المتحدثين من أسرته إذا كانوا يتحدثون في قضية تشغله، ويريد الرد عليها ولا ينتظر حتى يفرغ من صلاته، نهاية ببعض الأفعال الكوميدية ربما تجدها في صلاة البعض، ولكنها كوميديا سوداء، خاصة إذا كانت في نهايتها تنال من خشوع المصلي، ومدى تركيزه،
الله أكبر.. يقولها بصوت عال ليلفت بها انتباه زوجته أن تقوم بفعل شيء يريده حتى يفرغ من الصلاة، مثل الطعام، ثم يلح في طلبه " سمع الله لمن حمده" بصوت عال أيضا ليؤكد عليها، أما إذا ما تلتفت فيبدأ مجددا " الله أكبر" بصوت أعلى معبرا بها عن غضبه أنها لم تفهمه.
سلوكيات تحتاج لتفسير
سلوكيات أخرى يقوم بعض البعض الأخر، وصلت لحد تقليم الأظافر، والعبث بلحيته، وفتح الباب حال سمع الجرس، والنظر بمن يقوم بالاتصال عليه في الهاتف المحمول، أو محاولة التحايل بفتح الهاتف وإعلام المتصل بأنه يصلي الآن وسوف يرد عليه بعد الانتهاء منها، وكلها سلوكيات تجدها منتشرة في مصر وبعض دول الخليج الآن.
يقول أحد السائلين: "إذا كنت أصلي وجرس الباب يدق ولا يوجد بالبيت غيري فهل يجوز الخروج من الصلاة؟ كيف ما حكم قطع صلاة النافلة للحاجة؟ ما حكم قطع صلاة الفرض للحاجة؟ كيف ينبه الرجل الآخرين في الصلاة؟ كيف تنبه المرأة الآخرين في الصلاة؟ وما حكم من يرد على السائل بإلإيماء بالرأس بنعم أو لا وهو في الصلاة هل تبطل الصلاة؟ ما حكم الإشارة بالصلاة؟ هل رد النبي صلى الله عليه وسلم بالإشارة وهو في الصلاة؟.
إن الحركة في الصلاة تبطلها لا شك بحسب دار الإفتاء المصرية، إذا كانت بشكل مبالغ، كأن يلتفت يمينا ويسارا، ويتحرك للأمام ويرجع للخلف، كما تؤكد أن استخدام التكبيرات للتنبيه في الرد على المتحدثين، أو طلب شيئ منهم، هو من الأشياء التي تؤدي لإفساد الصلاة أو على الأقل عدم تحصيل الاجر في الخشوع.
ولكن عندما تأتي حشرة أثناء الصلاة على وجه المصلي مثل نامس أو ذباب مزعج أو عندما يكن الإنسان به زكام ورشاح وغير ذلك مما يدعوه للحركة، فلا حرج.
كيف نحقق الخشوع في الصلاة؟
ولو لم يكن للخشوع في الصلاة إلا فضل الانكسار بين يدي الله ،وإظهار الذل والمسكنة له, لكفى بذلك فضلا، ولما كان الخشوع صفه يمتدح الله بها عبادة المؤمنين، وجب الخشوع على كل مؤمن، ومن أهم أسباب الخشوع:
- معرفة الله وتعظيم قدر الصلاة، وإنما يحصل تعظيم قدرها، إذا عظم المسلم قدر ربه وجلال وجهه، واستحضر في قلبه وفكره إقبال الله عليه وهو في الصلاة.
- الاستعداد للصلاة وقد كان السلف رحمهم الله يستعدون للصلاة أيما استعداد سواء كانت فرضاُ أم نفلاً .روي عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته، فقال: إذا حانت الصلاة، أسبغت الوضوء ، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه، فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي، ثم أقوام إلي صلاتي ،وأجعل الكعبة بين حاجبي ،والصراط تحت قدمي ،والجنة عن يميني، والنار عن شمالي ،وملك الموت ورائي ،وأظنها آخر صلاتي. ثم أقوم يسن يدي الرجاء والخوف ,أكبر تكبيراُ بتحقيق ,وأقرأ بترتيل ،وأركع وكوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع..وأتبعها الإخلاص ،ثم لا أدري أقبلت أم لا؟.
- اتخاذ السترة، وذلك حتى لا يشغلك شاغل ولا يمر يديك مار سواء من الإنس أو الجن ،فيقطع عليك صلاتك ويكون سبباً في حرمانك من الخشوع.
- عدم الالتفات في الصلاة
-التأني في الصلاة والطمأنينة فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود"[رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه].
- اختيار الأماكن المناسب : لأن الأماكن الني يكثر فيها التشويش أو غيره من موانع الخشوع تفقد المصلي صوابه فضلاُ عن خشوعه.