اعلم يقينًا أن مصيرك المحتوم مهما عشت، إلى الموت، فهل أنت مستعد لهذا اليوم، سواء كان قريبًا أو بعيدًا؟
لا يعلم أحدنا موعد الموت إلا الله عز وجل، «وَما تَدْرِي نَفْسٌ بأيّ أرْضٍ تَمُوتُ»، لكن الموت قادم لا محالة، شاء من شاء وأبى من أبى، ولو كانت الدنيا تستحق الاستمرار فيها، لكن خير البشر اختارها.
فقد روى الحاكم في المستدرك من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: جاء سيدنا جبريل عليه السلام، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس».
نهاية مؤكدة
الموت هو النهاية المؤكدة، وقوله: «عش ما شئت»، أي مهما طال عمرك في هذه الحياة فإن الموت نهاية كل حي ومصيره، كما قال تعالى: « كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ » (آل عمران: 185).
وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ » (الزمر: 30، 31)، كما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أرسل ملك الموت إلى نبي الله موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله إليه عينه وقال ارجع إليه و قل له: يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة قال: أي رب! ثم ماذا؟ قال: ثم الموت قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر».
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكمموت البغتة
لذا على كل مسلم، أن يخشى الموت البغتة، وأن يأتيه وهو غير مستعد، فمن فوائد قوله: «عش ما شئت فإنك ميت»، أن يعلم المؤمن أن الموت قد يأتيه بغتة وهو في غفلة عنه، قال تعالى: « وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ » (المنافقون: 10، 11).
وهو ما يوجب على المؤمن أن يكون على استعداد للقاء ربه ولا يغتر بالحياة الدنيا، قال تعالى: « مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (العنكبوت: 5).