أخبار

شاهد.. أمريكي يتسلق قمة جبل إيفرست في منزله!

دراسة: الإجهاد المزمن يسرع انتشار سرطان القولون بشكل كبير

أخلاق الأنبياء التي امتدحها الله في القرآن.. كيف تتخلق بها؟

أفضل عباد الله وأشملهم برحمته وفضله..كيف تكون من السابقين بالخيرات ؟

قبل أن تسخروا من "ابن أمه".. هؤلاء العظماء ربتهم أمهاتهم

احذر أن يجرك التقليد إلى هذه الأمور التي نهى عنها الإسلام

احذر معايرة الناس فتبتلى بهذه الأمور

الجدية والمرح في أجواء العمل.. المعادلة الصعبة المطلوبة

عبد الله بن عباس كان مضرب المثل في العلم والزهد .. تعرف على سيرته

احذر هذا الذنب فهو يأكل الحسنات ويجعلك مكروهًا من الله والناس أجمعين

هل تعبده ليكافئك فقط؟.. تعرف على مقصود العبادة الحقيقي من حوار أعرابي مع النبي

بقلم | أنس محمد | الاثنين 14 اكتوبر 2024 - 11:06 ص

كثير من الناس يتعامل مع الله سبحانه وتعالى، في عبادته، بمنطق الحصول على المكافأة الفورية، فالإنسان يتصور بعقله القاصر أنه حينما لا يكون في حاجة إلى ربه يعيث في الأرض فسادا، فيلهو ويمرح ويشرب الخمر ويعاشر النساء ويفعل كل ما يحلو إليه، وحينما يواجه من البلاء ما لا يطيقه يذهب إلى ربه يشتري منه النجاة بمقدار ركعتين خفيفتين، أو ذبح شاه، وربما إذا أراد أن يكلف نفسه شيئًا أكبر فقد ينتوي الذهب للحج والعمرة.

وبهذا المنطق الضيق الذي عالجه القرآن في العشرات من آيات القرآن، يعود الإنسان المسلم بنفسه إلى ما يشابه فيه عبادة الجاهلية الأولى، حينما كان العرب في الجاهلية يتعاملون مع آلهتهم بتزيين الكعبة بالأصنام، فكل ما زادت حاجتك إلى إلهك صنعت له صنما أجمل وأكبر، نعوذ بالله أن نكون مثل هؤلاء.

وإن كان السلوك في حياة بعض المسلمين غير متشابه مع سلوكيات الجاهلية الأولى من حيث الشكل في التعامل مع ربه، إلا أنه متشابه لحد كبير في المنطق، فترى بعض الناس كما يقول القرآن: إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ".

فالإنسان كما جاء في بعض المشاهد السينمائية من فيلم "مرجان أحمد مرجان" يظن أنه يستطيع أن يشتري كل شيئ بماله، فتراه في نظره القاصر ناظرا إلى عبادة ربه على أنها سلعة يشتريها حينما تضيق عليه الدنيا كما يشتري أي شيء يحتاج إليه بأمواله، فكما اشترى شهادة الدكتوراه واشترى التفوق في النشاط الرياضي والثقافي برشوة البعض لتسهيل الحصول عليها، حينما فوجئ بمرض ابنته ظن أنه يشتري أيضا شفاءها برشوة الله عز وجل من خلال الصدقة وإرسال بعض الناس للحج على نفقته.

فالصدقة كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم، حقيقة واقعة ومؤكدة في شفاء المرضى وسبب لزوال الهم، يقول النبي: " داووا مرضاكم بالصدقات"، ولكن حينما تكون الصدقة "عبادة"، وليست "رشوة" تظن أنك تقدمها لربك من أجل شراء الشفاء، قال تعالى في سورة الحج: "لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37).

أعرابي يكشف لك معنى العبادة الحقيقية


و عن شداد بن الهاد، أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه، ثم قال: أُهَاجِرُ معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعضَ أصحابه، فلمَّا كانت غزوةٌ من الغزوات غَنِمَ بها النبي صلى الله عليه وسلم سَبْيًا فَقَسَمَ، وقَسَمَ له، فأعطى أصحابه ما قَسَمَ له، وكان يرعى ظهرهم، فلمَّا جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسَمٌ قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم. فأخذه، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: "قَسَمْتُهُ لَكَ".

فقال الأعرابي للنبي: ما على هذا اتَّبَعْتُك، ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا - وأشار إلى حلقه بسهم - فأموت فأدخل الجنة.

 فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ".

 فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو، فأُتِيَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحْمَلُ قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَهُوَ هُوَ". قالوا: نعم. قال: "صَدَقَ اللهَ فَصَدَقَهُ"، ثم كفَّنه النبي صلى الله عليه وسلم في جُبَّة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدَّمه فصلَّى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: "اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ".

اقرأ أيضا:

أفضل عباد الله وأشملهم برحمته وفضله..كيف تكون من السابقين بالخيرات ؟

ما بين أكرمني وأهانني


يقول الله تعالى في سورة الفجر: "{فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي* وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي* كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ* وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ* وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً* وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً}.

ربما كانت اختباراً وامتحاناً لإيمانهم، في ما يمكن أن تؤدي إليه مواقفهم في نهاية المطاف. ولكن الإنسان لا يتصرف بهذه الطريقة، فيرتبط بالسطح ليحكم على أساسه، ولا يرتبط بالعمق، فيجعل قضاء الله في حياته مثل موازين الناس في أوضاعهم على مستوى حركة العلاقات وطبيعتها.

فالإنسان لا يتعمق في المسألة جيّداً، فإن الله قد أجرى الحياة، في عطائه للناس أو منعه عنهم، على السنن الكونية والاجتماعية، فلا يعطي إنساناً لكرامته عنده، ولا يمنعه لاحتقاره لديه، ولكن لاقتضاء تلك السنن ذلك. ولا بد له من ملاحظة أنَّ ذلك قد يكون اختباراً طبيعياً لصدقه في إيمانه، لأن الله أراد من الناس الثبات في كل مواقع الاهتزاز الواقعية، فلا تسقطهم الزلازل، ولا تطغيهم المواقع، لأن مسألة الإيمان ليست حالةً طارئةً تبرز في حالات الرخاء، أو في حالة الشدّة، ولأن مسألة الرجوع إلى الله والالتزام بالإخلاص لربوبيته ليست أمراً مربوطاً بوضعٍ معيّن، بل لا بد من أن يكون الإيمان بالله والإخلاص له في جميع حالات الإنسان.

فقد يبتلي الله بعض عباده بالفقر لينظر في تصرّفه وانفعاله به، هل يصبر على ذلك، فلا يبيع دينه بمال الكافرين، لأن الله قد أعطى المال للكافرين به، كما منع المال عن بعض أوليائه، ولم يرد للمال قيمةً ذاتيةً في طبيعته، بل اعتبر حركة الإنسان في الجانب العملي في مسؤوليته الشرعية الإيمانية في تحريك المال في موارده التي يحبها الله، وهي القيمة، لأن قرب الإنسان وبعده عن الله لا يتحدد بحجمه المالي، بل بحجمه العملي، وذلك قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]. وهذا ما يريد للناس أن يتمثلوه في وعيهم ووجدانهم.


الكلمات المفتاحية

فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي أعرابي يكشف معنى العبادة الحقيقية هل تعبد الله ليكافئك فقط؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كثير من الناس يتعامل مع الله سبحانه وتعالى، في عبادته، بمنطق الحصول على المكافأة الفورية، فالإنسان يتصور بعقله القاصر أنه حينما لا يكون في حاجة إلى رب