النكاح من سنن المرسلين، ولا يعلم شريعة من شرائع الإسلام مستمرة في الدنيا والآخرة إلا النكاح، حيث توجد في الزوجات كنعيم من نعيم الجنة.
خطب النكاح:
1-خطب محمد بن الوليد بن عتبة إلى عمر بن عبد العزيز أخته؛ فقال: "الحمد لله ذي العزة والكبرياء، وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء.. أما بعد، فقد حسن ظن من أودعك حرمته واختارك ولم يختره عليك، وقد زوجناك على ما في كتاب الله: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان".
2- وخطب بلال مؤذن الرسول على أخيه امرأة من قريش؛ فقال: نحن من قد عرفتم، كنّا عبْدين فأعتقنا الله، وأنا أخطب على أخي خالد فلانة، فإن تنكحوه فالحمد لله، وإن تردوه فالله أكبر.
فأقبل بعضهم على بعض فقالوا: هو بلال؛ وليس مثله يدفع، فزوجوا أخاه.
فلما انصرفا قال خالد لبلال: يغفر الله لك، ألا ذكرت سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال بلال: مهلا .. صدقت فأنكحك الصدق.
اقرأ أيضا:
عم الرسول يشهد "بيعة العقبة" وينقل للنبي أسرار قريش هو على الشرك3- وكان الحسن البصري يقول في خطبة النكاح بعد حمد الله والثناء عليه: أما بعد، فإن الله جمع بهذا النكاح الأرحام المنقطعة، والأسباب المتفرقة، وجعل ذلك في سنة من دينه، ومنهاج واضح من أمره؛ وقد خطب إليكم فلان وعليه من الله نعمة، وهو يبذل من الصداق كذا، فاستخيروا الله وردوا خيرا يرحمكم الله".
4- وقال الأصمعي: كان رجالات قريش من العرب تستحب من الخاطب الإطالة ومن المخطوب إليه الإيجاز.
5- وأتى رجل عمر بن عبد العزيز يخطب أخته، فتكلم بكلام موجز الحفظ؛ فقال عمر: الحمد لله ذي الكبرياء وصلى الله على خاتم الأنبياء؛ أما بعد، فإن الرغبة منك دعت إلينا، والرغبة فيك أجابت منا؛ وقد زوجناك على ما في كتاب الله: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
6- وقال أحد الوجهاء : ما تمنيت أن لي بقليل من كلامي كثيرا من كلام غيري إلا يوما واحدا، فإنا خرجنا مع صاحب لنا نريد أن نزوجه، فمررنا بأعرابي فأتبعنا، فتكلم متكلم القوم فجاء بخطبة فيها ذكر السموات والأرض والجبال.
فلما فرغ قلنا: من يجيبه؟ قال الأعرابي: أنا، فجلس على ركبتيه ثم أقبل على القوم فقال: والله ما أدري ما سجعك ولا تنمقك ، ثم قال: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد خير المرسلين. أما بعد، فقد توسلت بحرمة، وذكرت حقا، وعظمت عظيما، فحبلك موصول، وفرضك مقبول، وقد زوجناها إياك، وسلمناها لك؛ هاتوا طعامكم.