"يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار".. كيف يكون ذلك يوم القيامة؟
بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاربعاء 11 ديسمبر 2024 - 11:47 ص
قال الله تعالى:"يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار" النور 37 .. يريد أن القلوب يوم القيامة تعرف أمره يقينا فتتقلب وما كانت عليه من الكفر والشك في الحساب والبعث والثواب والعقاب والنعيم والعذاب فترى الأبصار يومئذ ما كان عنها مغطى بقوله تعالى :" لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" ق 22.
مواعظ وفوائد: 1-قيل تتقلب الأبصار من اللون الكحلي إلى الزرقة ومن البصر إلى العمى ومن بياض الوجه إلى السواد. 2- أما القلوب تتقلب من الشك إلى اليقين ومن الأمن إلى الخوف ثم لم يوقنوا بالبعث حتى عاينوه ولميصدقوا بالعذاب حتى شاهدوه. 3- ثم ضرب الله تبارك وتعالى مثلا للكافرين فقال تعالى : " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء" النور 39 يراه من البعد "حتى إذا جاءه لم يجده شيئا" النور 39 . 4- كذلك الكافر بحسب ما قدم من عمله في الدنيا ينفعه بل وجده بلاء وحسرة عليه لأن الله تبارك وتعالى محقه وأبطله بالنفاق والكفر لأنه عمل لم يعمله لوجه الله تبارك وتعالى ولا ينفع من الأعمال كلها إلا ما كان لوجه الله خالصا والكافر والمنافق لم يرد بعمله وجه الله تعالى فنعوذ بالله من النفاق والكفر بعد الإيمان ومن زوال النعمة بعد الإحسان ومن القطيعة والحرمان ومن ترك الزيادة ولزوم النقصان ومن ترك العز واتباع الهوان وترك المولى الكريم وصحبة الشيطان.
موعظة رقيقة: وصف الجبار جل جلاله وتقدست أسماؤه الرجال الذين يسبحون له بالمساجد فقال تبارك وتعالى " يسبح له فيها" النور 36 يعني المساجد " بالغدو والآصال" رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله" النور 36.
فسبحان من لو سجدنا له على الجمر وحرارة الرمضاء ما بلغنا جزءا واحدا، من حق الملك الجواد الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام وفضلنا بمحمد عليه الصلاة والسلام خير نبي وأكرم إمام شاهدا علينا في جميع الأحكام وجعل هذه الأمة شهداء يوم القيامة على الناس يوم تشقق فيه السماء بالغمام.
فمن كانت هذه النعمة من بعض نعمه عليهم كيف تلهيهم تجارة أو بيع عن ذكر الله وتجارتهم مع الله رابحة ومحاسنهم لذوي الألباب لائحة.. ثناؤهم عطر الأنام فهو بين لناس كالأعلام بهم يستمطرون الغيث إذا حجب وفي جملتهم يحشر السعيد والنجيب.