قال الإمام علي: "روحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة، فإنها تملّ كما تملّ الأبدان".
مواقف نادرة:
1-قيل لأشعب المشهور بالطمع: أنت شيخ كبير، فهل رويت شيئا من الحديث؟ قال: بلى، حدثني عكرمة عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: خصلتان من حافظ عليهما دخل الجنة. قلت: وما هما؟ قال: نسيت أنا واحدة، ونسى عكرمة الأخرى.
2- وكان أشعب كثير المصاحبة لسالم بن عبد الله بن عمر، فأتاه يوما وهو في حائط مع أهله، فمنعه البواب من الدخول عليه من أجل عياله، وقال: إنهم يأكلون.
فمال عن الباب، وتسور عليهم الحائط، فلما رآه سالم، قال: سبحان الله يا أشعب، على عيالى وبناتي تتسور.
فقال له " لقد علمت مالنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد ".. فقال له: انزل يأتك من الطعام ما تريد.
3- وأخذ قوم في حد، فقدموا لضرب أعناقهم، فقام منهم واحد، وقال: الله الله فيّ، فو الله ما كنت في شئ مما كانوا فيه، وإنما كنت أشرب معهم وأغنى لهم، فقالوا: هات فغنّ لنا، فغابت عنه كل
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟الأشعار إلا قول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه .. فكل قرين بالمقارن مقتدى
فقالوا: صدق. اضربوا عنقه.
4- وكان بعض أمراء خراسان يتشاءم بالرجل الأحول ، فمتى رأى أحول ضربه بالسياط، وربما ضرب بعضهم خمسمائة سوط.
وقد ركب في بعض الأيام، فرأى أحول فأمر بضربه، وكان الأحول جلدا، فلما فرغ من ضربه، قال له: أيها الأمير! أصلحك الله، لم ضربتني؟ قال: لأني أتشاءم بالحول.
قال: فأينا أشد شؤما على صاحبه، أنت رأيتني ولم يصبك إلا خير، وأنا رأيتك فضربتني خمسمائة سوط، فأنت إذا أشد شؤما. فاستحيا منه ولم يضرب بعده أحدا.
5- وكان في والد يحيى بن سعيد الفقيه، غفلة شديدة مشهورة، فخرج يوم الجمعة وقد تهيأ للصلاة، فلقى رجلا من أهل البصرة كثير المزاح، فقال له: قد أخروا الجمعة إلى غد، فقال: حسن. ورجع إلى منزله.
6- وكان إسماعيل بن يسار الشاعر قد صاحب عروة بن الزبير مرة بعض أسفاره، فقال ليلة في سفره ذلك لغلامه: انظر هل اعتدل المحمل؟
فقال الغلام: ما هو إلا معتدل، فقال إسماعيل: والله ما اعتدل الحق والباطل قبل هذه الليلة، فضحك عروة.