مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أن العلاقة العاطفية بخطيبك ثم ن بعد زوجك، هي علاقة مهمة، ولكن الوضع الطبيعي ألا تكون العلاقة الوحيدة المهمة، وأن تصبح محور الكون لك، ومسألة حياة أو موت كما ذكرت في رسالتك.
هناك مرض يا عزيزتي يصيب العلاقات وهو التعلق المرضي، وهو ما يبدو واضحًا، جليًا في علاقتك بخطيبك.
العلاقات التي تعيش، وتعمّر يا عزيزتي ونرتاح في ظلالها توصف بأنها "شافية"و"صحية" تمنحنا الأمان، والاهتمام، والنمو، والانطلاق، والكبران، والتفتح، والعكس من هذا تكون علاقة سامة ومؤذية ومريضة.
التعلق المرضي في العلاقات العاطفية تعود جذوره في أغلب الأحيان للطفولة، والتنشأة الجافة التي لم تلتفت لاشباع احتياجات الطفل النفسية، أو كانت بمستوى أقل مما يحتاجه، فتوحشت احتياجاته النفسية بداخله، وأبقته طفلًا محرومًا، ينمو جسده وفقط، بينما توقف وتأخر نضجه ونموه النفسي، وهنا مكمن الخطر.
والمأساة أن البعض يعتقد أن هذا هو قمة الحب والعشق والهيام، فيغرق فيه ظنًا منه أنه طال فردوس الدنيا، بينما قدماه تنزلق إلى جحيمها.
عزيزتي، خطورة هذا النوع من التعلق المرضي أنه يجعل صاحبه يستعذب الإهانة والإساءات على أنواعها من الشريك، خوفًا من الحرمان من اشباع احتياجه النفسي، وهو ما عبرت عنه بقولك"مسألة حياة أو موت"!
يمكنك تصحيح العلاقة يا عزيزتي بطلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالجة نفسية، قبل الغرق في التعلق وأخطاره.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.