كثيرة هي للأسف السنن المهجورة، لكن ربما كثير من الناس لا يعرفها، فهل تعلم عزيزي المسلم أن الصلاة في الفلاة (أي في البر أو الخلاء أو الصحراء والأرض الفضاء) أفضل من الصلاة في جماعة.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة في الجماعة تعدل خمسًا وعشرين صلاة فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة»، وفي لفظ ابن حبان في صحيحه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة فإن صلاها بأرض قي فأتم ركوعها وسجودها تكتب صلاته بخمسين درجة»، والقي (بكسر القاف وتشديد الياء) هو الفلاة كما هو مفسر في رواية أبي داود.
نصيحة نبوية
النصائح النبوية كثيرة جدًا ومتعددة ومختلفة، وتتضمن شتى أنواع الحياة، لكن على المسلم (الناصح) أن يختار السنن التي بات الناس يبتعدون عنها أو ينسونها أو لا يعرفونها، فيفعلها، فإنما تكتب له بها أجر عظيم جدًا، ومن هذه النصائح النبوية لاشك الصلاة في أرض فلاة.
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان الرجل بأرض قي فحانت الصلاة فليتوضأ فإن لم يجد ماء فليتيمم فإن أقام صلى معه ملكاه وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه»، وعن عقبة بن عامر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة»، وفي ذلك يقول الإمام الحافظ رحمه الله: "وقد ذهب بعض العلماء إلى تفضيلها على الصلاة في الجماعة".
اقرأ أيضا:
كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟خطأ يرتكبه المسافرون
أغرب ما يحدث هذه الأيام، أن تجد بعض المسافرين ممن يجهلون هذه السنة حريصين جدًا على البحث أثناء رحلتهم عن مسجد أو مصلى في الطريق لأداء الصلاة فيه؛ ظنًا أن ذلك الأفضل، وهو بذلك يقع في أمرين، الأول تفويته رخصتي الجمع والقصر بتوقفه لأداء الصلاة مع الجماعة كما أن ذلك قد يؤخره أو يعرضه للخطر.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سفره لا يتوقف إلا إذا وصل أو أراد الاستراحة وأثناء ذلك يؤدي الصلاة والمسافر ليس عليه جمعة ولا جماعة، والثانية تفويته الأجر العظيم المكتوب لمن يصلي الفريضة في الفلاة والذي يفضل الصلاة في الجماعة والمسجد كما تبين من الأحاديث السابقة، فهذا فضل عظيم من الله علينا ألا ننساه، قال تعالى: «ذَٰلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ» (الجمعة من الآية:4).