أيهما أفضل أن أعفو عمن ظلمني وأسامحه أم آخذ حقي منه؟
بقلم |
محمد جمال حليم |
السبت 26 مارس 2022 - 07:40 م
ما قيد العفو؟ وهل أعفو مطلقًا عن أي ظلم دون شروط؟ وهل هذا إحسان أم ذلّ؟ وهل هذا أعلى منازل الإحسان؟ وإن كان الظلم متكررًا، ولا يزال، فهل يجب أن أصبر، وأعفو، وأتنازل عن حقّي دومًا؟ وهل في ذلك مرضاة الله تعالى؟ وهل من الأفضل أن لا أنتصر لنفسي أبدًا، وأن أقتصر على الدعاء؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن العفو إنما يستحب إذا تضمّن مصلحة. وتضيف: وأما إذا كان ترك العفو أصلح؛ فتركه أولى؛ فلا يستحبّ العفو مطلقًا، وإنما يستحبّ حيث كان أصلح، فمن عرف بالشرّ والفساد، وكان العفو يزيده تماديًا في شرّه؛ فلا يستحبّ العفو عنه.
ثم إن العفو إنما يحسُن ويجمُل مع القدرة، لا مع العجز عن الانتصار.
وهو إنما يستحبّ في حقّ العبد، لا في حقوق الله تعالى.
وبمراجعتها يتّضح لك جواب ما سألت عنه، وأن العفو لا يستحبّ بإطلاق، وليس هو الأفضل على كل حال، فمن كان لا يرتدع إلا بالانتصار منه؛ سواء بالدعاء عليه، أم أخذ الحق بالطريق المشروع؛ فالانتصار حينئذ هو الأولى.
والحاصل: أن الشرع جاء بتحصيل المصالح وتكميلها، وتقليل المفاسد وتعطيلها، فحيث كان العفو أصلح؛ كان مأمورًا به مندوبًا إليه، وحيث لم يكن كذلك؛ لم يكن مأمورًا به.