إذا كان ذكر الله تعالى فيه خير كثير فإن من أفضل الذكر التسبيح بأن يلهج لسانك وقلبك حاضر بقولك: سبحان الله بأي صيغة كانت.
التسبيح من صفات أهل الجنة:
ومن ثمرات وفضائل التسبيح خاصة أنك إن سبَّحت الله تعالى تكون متمثلا متمسكا بصفات أهل الجنة الأكارم الذين ديدنهم التسبيح والذكر لله تعالى فأهل الجنة يسبحون الله كما في صحيح البخاري رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا، ولَا يَمْتَخِطُونَ، ولَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ومَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ، ولِكُلِّ واحِدٍ منهمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِما مِن ورَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ، لا اخْتِلَافَ بيْنَهُمْ ولَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ واحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وعَشِيًّا ".
وعند مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فيها ويَشْرَبُونَ، ولا يَتْفُلُونَ ولا يَبُولونَ ولا يَتَغَوَّطُونَ ولا يَمْتَخِطُونَ قالوا: فَما بالُ الطَّعامِ؟ قالَ: جُشاءٌ ورَشْحٌ كَرَشْحِ المِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ والتَّحْمِيدَ، كما تُلْهَمُونَ النَّفَسَ ".
التسبيح يثقل الميزان:
ومن فضائل التسبيح أن مما يثقل ميزان العبد يوم القيامة برغم قلة كلماته وحروفه فثوابه عظيم عند الله لما يشتمل عليه من تنزيه الله تعالى من كل نقص ففي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم: "كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ".
التسبيح سبب في تفريج الكربات:
ومن فضائل التسبيح أن يكون سببا رئيسيا في تفريج أي كرب يقع فيه العبد المؤمن إن داوم على التسبيح حتى يفرج الله همه ويزيل عنه كربته والأمثلة على ذلك كثيرة جدا وليس أل على هذا من موقف نبي الله يونس عليه السلام الذي التقمه الحوت فظل يسبح حتى نجاه الله قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}(الأنبياء 87-88).
وقد ثبت علن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعاه وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنت سبحانَك إنِّي كنتُ من الظَّالمين فإنَّه لم يدْعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له ".
التسبيح يقربك من الجنة:
وأثر التسبيح ليس في الدنيا فق لمنه ممتد للآخرة تجده أمامك هناك وتود لو أنك أكثرت منه في الدنيا فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة".
التسبيح من أفضل الكلام وأحبه إلى الله تعالى:
والتسبيح له خصوصية كبيرة عند الله بخلاف باقي الذكر؛ فالتسبيح كلمات يحبها الله تعالى ويحب من يتعبده بها فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الكلام أربع: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر".
وثبت عند مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟" قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: "إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده"، وسُئل عليّ رضي الله عنه عن: "سبحان الله" ، فقال: (كلمة رضيها الله لنفسه فأوصى بها).