من مأثوراته الفريدة ما قال فى قاعة الدرس وآثار ضجة الحاضرين من الطلاب والباحثين حين قال مقولته الشهيرة: "القرآن لا يَصْلح كل زمان ومكان".. فمن القائل وماذع يقصد بهذا القول؟
هو الدكتور محمد بن فتح الله بدران ولد في عام ١٩١٠، وتوفي عام ١٩٧٠
وكان أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.
وكما ذكر الإذاعى القدير وسام محمد من الشيخ نال الدكتوراه عن الملل والنحل الشهرستاني، وله تسجيلات إذاعية بتحليلها والتدقيق فيها تعرف أنه لم يكن يرتجل ما يمر بخاطره لتعبئة أشرطة وانتهى كما يفعل البعض
بل كان باحثا مجيدا منتقيا لكل كلمة يقولها.
وأضاف فى إحدى حلقاته من كنوز إذاعية والتى يكتبها على صفحته على الفيس بوك أحد المواقف الصادمة والطريفة للشيخ ومنها هذا الموقف يقول :
من المواقف التي كانت له ما ذكره أحد تلامذته بشأن هذه العبارة (الإسلام يصلح كل زمان ومكان)
وهي جملة دارجة على لسان الخاصة من العلماء قبل العامة من الناس
حتى وجدتُ ذات يوم كنزا إذاعيا يذكر في صاحبه وهو الشيخ حسنين قيراط
أن الشيخ ابن فتح الله بدران اعترض على هذه العبارة ، فقد دخل الشيخ الفقيه الأُستاذ الدكتور محمد بن فتح الله بدران قاعة الشيخ محمد عبده في أوائل السبعينيات ، وكانت القاعة ممتلئة كعادتها يوم محاضرة الشيخ العلامة ، وبعد أن دخل القاعة ،وقف صامتا ، ينظر إلينا تارة ، ثم ينظر إلي الأرض تارة أخري ، ثم يرفع رأسه ويتجول ببصره الحاد ويمعن النظر في جموع الحاضرين من أساتذة ومدرسين ومساعدين ومعيدين وطلبة ، الذين ضاق بهم هذا المدرج العتيق،ومرت دقائق وكأنها الدهر والشيخ صامت لا يتكلم ، حتي إننا كنا نكاد نسمع صوت أنفاسنا ، ودقات قلوبنا، - كنا نحبه ونحترمه -وكم كنا نخشى أن يغضب منا لو شعر بأقل القليل من عدم الإنصات أو عدم الانتباه من الحاضرين،
كنا في محراب العلم الحقيقي ، وكأننا في صلاة
رفع الشيخ العلامة رأسه ونظر إلينا وقال بصوته الجهوري الجميل : يقولون ( يقصد المستشرقين )
أن القرآن (يَصلح) لكل زمان ومكان ، وأقول لهم ولكم ولكل من له آذان يسمع بها و له عقل يعي به، إن القرآن لا يَصلح لكل زمان ومكان ، ثم سكت وكرر الجملة مرات عديدة ثم سكت برهة ، وحدث على إثر سماعنا لهذه الجملة
( أن القرآن لا يصلح لكل زمان ومكان )
شبه ذهول بل ذهول تام ، وعدما استيعاب لمعنى ما قال وكان السؤال الذي سيطر على عقل الجميع بلا استثناء هو كيف يقول الشيخ الفقيه هذا الكلام ؟
كيف ينفي أن القرآن يصلح لكل زمان ومكان ؟
وبالطبع حدث شيء كبير من البلبلة والهمهمة بين الحاضرين ونظر بعضنا إلي بعض في ذهول تام إلي أن أكمل الشيخ حديثه القرآن الكريم الذي أنزله الله عز وبيانا لكل شيء ليس( موضة) يصلح لزمان ما أو مكان ما ومن منطق أنه لا يصح إلا الصحيح، لذلك يجب علينا تصحيح الخطأ اللغوي المقصود
عن عمد مع سبق الإصرار في ترديد ونشر هذه الجملة:
( أن القرآن يَصلح لكل زمان ومكان )
والصحيح هو ( أن القرآن يُصلح كل زمان ومكان.
وبهذا زال اللبس وتحققنا مما يريده الشيخ من عبارته رحمه الله وغفر له.