يسأل أحدهم، أنه لا يعرف كيف يؤذي من أذاه، وأنه حينما يفكر في عجزه عن ذلك، يحزن جدًا على نفسه، وأنه يريد أن يتعلم كيف ينتقم؟!.
والإجابة: بأن عليه أن يثبت على ما هو عليه، لأنه في حال سيحسده الجميع عليه يومًا ما.. فمن كان لايزال ببراءته هذه، عليه أن يستمر عليها، وألا يفكر مجرد تفكير في انتقام أو أذى من أذاه، لأنه بالأساس في معية الله وأمنه، وهو سبحانه الذي سيرد له حقه يومًا ما.
ولا شك ولا جدال في ذلك، فمن كان لا يعرف كيف يؤذي من أذاه عليه أن يعلم يقينًا أنه ممن قال فيهم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أقرب المؤمنين مجلسًا منى يوم القيامة الموطئون اكنافا الذين يألفون ويؤلفوون».

أشر الناس منزلة

فتخيل عزيزي المسلم، أنك ستكون بين أقرب الناس منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا التزمت فقك ببراءة قلبك وطيبته، وابتعدت عن معاني الانتقام أو الإيذاء، حتى لمن أذوك، بل أنه عليك أن تعلم يقينًا أن من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من أتقاه الناس لفحشه ولسوء لسانه أى يخافون منه لبذاءته.

فإياك أن تغضب لأن قلبك أبيض وأنه يرفض الضرر لأي شخص مهما كان، حتى لو آذاك، واعلم أنك تملك صفة يتصف بها المولى عز وجل، وهي صفة ( اللطف ) .. يعني إياك أن تحزن وتصف نفسك بالضعف، لأنك أقوى بهذه الصفة العظيمة التي جعلها الله عز وجل فيك، فإياك أن تتأثر بأي كلام يخرجك عن طيبة قلبك لأنك ببساطة تحمل قلبًا لا يملكه سواك، وقد اختارك الله عز وجل لذلك فكيف بك تلفظ هذه الصفة العظيمة!.

اقرأ أيضا:

"لا تكن عونًا للشيطان على أخيك" منهج نبوي.. انظر كيف حث عليه الإسلامي

تحلّ بالرفق

وعليك أن تتحلى بالرفق، لأن ذلك من أهم صفات المؤمن، فينبغي للمسلم أن يكون صافي القلب يعفو عمن ظلمه ويحسن إلى الناس ، ويتحلى بالرفق واللين فإن الرفق ما دخل في أمر إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

في صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه»، ذلك أن القَلب الصالح هو الموعود بكل خير من الله في دنياه وأخراه.

قال تعالى: « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ » (الأنفال: 2 - 4).