ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل الأكل والشرب يحرم بعد الجماع؟".
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
ليس حرامًا، الذي يحرم بالحدث الأكبر سبعة أشياء، منها: مس المصحف، وحمله، وقراءة القرآن، والصلاة، والطواف، فهذه أشياء كلها تحرم بالجنابة، أما أن أنزل الشارع، أو آكل وأشرب، أو أصوم فهذا ليس حرامًا.
الطهارة من الجنابة شرط لصحة الصلاة، وليس شرطًا لصحة الصيام، فيمكن للإنسان قبل الفجر أن ينوي الصيام قبل الاغتسال، ومن ثم يغتسل بعد صلاة الفجر، ويجوز له أن يفعل كل الأشياء ما دام لايتعارض مع أداء الصلاة في وقتها؟
اقرأ أيضا:
أحب شخصًا في الله لكنه لا يحبني.. فهل ينطبق علينا حديث ورجلين تحابا في الله؟ما حكم تأخير الاغتسال من الجنابة؟
وفى فتوى سابقة قالت دار الإفتاء المصرية، إنه من المستحب عند بعض الفقهاء عدم تأخير الغسل من الجنابة، وذلك لما يخشى من أثر تأخيره على النفس بكثرة الوساوس ونحوها: «قال العلامة ابن ميارة المالكي في (الدُّر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين) (166، ط. دار الحديث، القاهرة): وتأخير غسل الجنابة يثير الوسواس ويمكن الخوف من النفس ويقلل البركة من الحركات، ويقال: إن الأكل على الجنابة يورث الفقر» اهـ.
وأضافت أنه يجب غسل الجنابة على الفور، إلا لإدراك وقت الصلاة، حيث قال العلامة الشبراملسي الأقهري في (حاشيته على نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج) (1/ 209، 210، ط. دار الفكر): [قوله: (ولا يجب فورًا أصالة) خرج به ما لو ضاق وقت الصلاة عقب الجنابة أو انقطاع الحيض، فيجب فيه الفور؛ لا لذاته، بل لإيقاع الصلاة في وقتها] اهـ.
وأوضحت أنه لا يأثم المسلم عن تأخير الغسل في أوقات غير الصلاة، وإنما يأثم بتأخيره للصلاة عن وقتها:« قال العلامة ابن قدامة المقدسي في (المغني) (1/ 152، ط. مكتبة القاهرة): «وليس معنى وجوب الغسل في الصغير التأثيم بتركه، بل معناه أنه شرط لصحة الصلاة، والطواف، وإباحة قراءة القرآن، واللبث في المسجد، وإنما يأثم البالغ بتأخيره في موضع يتأخر الواجب بتركه، ولذلك لو أخره في غير وقت الصلاة، لم يأثم».
وأشارت "الإفتاء" إلى أنه لا يصح شيءٌ مما درج بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب في كلِّ خطوةٍ، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان، ولا تجوز روايته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما يستحب للجنب إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أن يتوضأ، وكذلك إذا اضطر للخروج من بيته ونحو ذلك، وغسل الجنابة لا يجب على الفور، فلا يكون الجنب آثمًا بتأخيره لغسل الجنابة، ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها.
حُكم الأكل والشرب والنوم دون الاغتسال من الجنابة؟
ورد سؤال إلى لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، يقول: "ما حُكم النوم على جنابة حتى الصباح؟".
وقالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية:
إن من السُنة المبادرة إلى الاغتسال بعد الجماع، ويجوز أن ينام الإنسان أو يأكل أو يشرب وهو جنب، منوهًا بأن الأولى ألا ينام أو يأكل أو يباشر أي عمل إلا بعد أن يغسل فرجه ويتوضأ وضوءًا كوضوئه للصلاة.
واستشهدت بما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة، متفق عليه، وكذلك بما جاء عن عمار بن ياسر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص للجنب إذا أكل أو شرب أو نام أن يتوضأ، رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.