أخبار

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

5طاعات اغتنمها لتكون من أحباب رسول الله وتفوق في الأجر صحابة النبي .. داوم عليها لتفوز بالجائزة الكبري

فطائر بحشوة البيض لوجبة سحور شهية غير تقليدية

نفحات العشرة الأواخر.. كيف تكون من أهلها وتتعرض لها؟

ما حكم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ومكانه ومدته؟.. الإفتاء ترد

مصعب بن عمير.. أول سفير في الإسلام.. هذا سر اختياره

بقلم | عاصم إسماعيل | الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 - 03:59 م
بعدما اشتد الأذى من قريش على المسلمين، والتضييق على النبي صلى الله عليه وسلم في نشر رسالة الإسلام, أخذ يلتقي وفودًا من القبائل القادمة في موسم الحج في منى، إلى أن التقى وفدًا من "يثرب"، أسلم منهم ستة رجال، وفي العام التالي قدم هؤلاء إلى الحج مع قومهم، وكانوا اثني عشر رجلًا من الأوس والخزرج، فأسلموا وبايعوا النبي على الإسلام، فكانت بيعة العقبة الأولى, وكانت هذه البيعة من مقدمات هجرة النبي والمسلمين إلى المدينة المنورة.
فطلبوا من النبي أن يرسل معهم أحد أصحابه ليعلمهم الإسلام، فاختار مصعب بن عمير لهذه المهمة، ليصبح أول سفير في الإسلام.
فما السر وراء اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لمصعب بن عمير للقيام بهذه المهمة العظيمة؟
ولد مصعب بن عمير رضي الله عنه في مكة المكرّمة في السنة السّابعة والعشرين قبل الهجرة النبوية المشرّفة، وينتسب إلى بني عبد الدار ذوي الشرف والمكانة في قريش.
ونشأ منذ نعومة أظفاره في نعيم وترف، فكانت أمه تلبسه أجمل الثياب وأنظفها، وكانت تضع على جسده الطيب النفيس، وعندما شب في مكة كان من أغنى أغنيائها على الإطلاق، فتميز بين شباب قريش بالجمال في الخلقة والمظهر حتى كان يشار إليه بالبنان.

من السابقين إلى الإسلام


كان من السابقين في الإسلام، ذهب إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، حيث كان يجتمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه، فقابله واستمع لآيات من القرآن الكريم، فدخل الإيمان قلبه، وأسلم لكنه كتم إسلامه عن أمه التي كانت ذات مهابة في قومها، إلا أن أحد المشركين رآه مرة وهو يدخل دار ابن الأرقم، ومرة أخرى وهو يصلي، فأخبره فاستشاطت غضبًا وحبسته في دارها ووضعت عليه حارسًا يعذبه حتى يرجع عن الإسلام، إلا أنه ثبت على إيمانه وهزل جسمه وأصابه الضعف.
فلم تفلح تلك المحاولات، بل بقي رابط الجأش والجنان ثابتًا على دينه، وقد أتاه الفرج الرباني حين سمح للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة فكان ممن هاجر إليها، لكنه عاد مرة أخرى إلى مكة، وحاولت أمه أن تحبسه مرة أخرى، فأخذ على نفسه عهدًا أن يقتل كل من تستعين بهم على حبسه حتى يأست أمه من عودته عن طريق الإسلام، فقالت له: اذهب لشأنك، لم أعد لك أما فاقترب منها وقال: يا أمَّاه، إني لكِ ناصح وعليك شفوق، فاشهدي أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. أجابته غاضبة: قسمًا بالثّواقب لا أدخل في دينك فَيُزْرى برأيي ويضعف عقلي.
وهاجر مجددًا أخرى إلى الحبشة مع من هاجر من المسلمين، وبعد مدة عاد ثانية إلى مكة، وكله شوق إلى الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فذهب أول ما ذهب لزيارته وكان النبي مع أصحابه، فرأى مصعب وهو يرتدي عباءةً قديمة، وثوبًا مرقَّعًا، وهو الذي كان قبل إِسلامه منعَّمًا، يحيا حياة الترف، ويلبس الثياب الفاخرة، وكذلك أصابه من الشدة ما غير لونه وأذهب لحمه ونهكت جسمه، حتى كان النبي ينظر إليه وعليه فروة قد رفعها، فيبكي لما كان يعرف من نعمته قبل إسلامه، ولكنه حب الإيمان.

اقرأ أيضا:

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

مصعب رسول النبي إلى المدينة 


في العام الحادى عشر من البعثة النبوية، جاءت وفود من قبيلتي الأوس والخزرج وهي من أكبر القبائل في المدينة إلى مكة في موسم الحج, فأسلم 6 منهم، وفي العام التالي أخبروا قومهم بما سمعوا ورأوا, وعادوا اثني عشر رجلًا، وبايعوه فيما تعرف ببيعة العقبة الأولى, وطلبوا منه أن يرسل معهم واحدًا من أصحابه حتى يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين.
ونظر النبي في أصحابه، فلم يجد أنسب من مصعب بن عمير لما كان يتحلى به من لياقة وكياسة، فذهب مع وفد الأنصار وبقي في بيت أسعد بن زرارة رضي الله عنه في يثرب يعلم الناس الإسلام.
وقد اهتدى على يده الصّحابي الجليل أسيد بن حضير، وسيد أوس سعد بن معاذ الذي بإسلامه أسلم بنو عبد الأشهل جميعهم.
وكان يلقب مصعب بن عمير بالمقرئ وهو أول من لقب بهذا، وشارك في أولى معارك المسلمين مع المشركين، وهي غزوة بدر، حيث حمل فيها راية المسلمين ودافع عنها وقاتل قتال الأبطال حتى انتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا.
وفي غزوة أحد، ارتقى مصعب فيها شهيدًا، بعدما جاهد في سبيل الله حق الجهاد، فقد كان يحمل في المعركة لواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل؛ ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح، ووقع مصعب شهيدًا، وسقط اللواء، وبعد انتهاء المعركة تفقد رسول الله القتلى ولما رأى جثمان مصعب، بكى بكاءً شديدًا.
يقول خباب بن الأرت: هاجرنا مع رسول الله ونحن نبتغي وجه الله، فوقع أجرنا على الله فمنا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئا منهم: مصعب بن عمير قتل يوم أحد ولم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر"، والإذخر هو نبات معروف طيب الريح.
ووقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما: " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ".
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن بها وقال لقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلة، ولا أحسن لمّة منك، "ثم هأأنت ذا شعث الرأس في بردة"..؟!
وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب، وقال: "إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".

الكلمات المفتاحية

مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام الأوس والخزرج كبار الصحابة المدينة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled بعدما اشتد الأذى من قريش على المسلمين، والتضييق على النبي صلى الله عليه وسلم في نشر رسالة الإسلام, أخذ يلتقي وفودًا من القبائل القادمة في موسم الحج في