لا يتصور أن نعبد الله في وقت ثم نترك عبادته ... من الممكن أن تقل همتها ونقلل في أداء بعض النوافل لا أن نتكاسل عن اداء الفرائض ونهمل في أداء ما علينا من واجبات.
واعبد ربك حتى يأتيك:
فالإنسان بالأساس خلقه الله تعالى لعبادته قال تعالى: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)].
وبعد انقضاء مواسم الطاعة مثل رمضان وعشر ذي الحجة ويوم عاشوراء ويوم عرفة وغيرها قد يكسل إلا أنه ينتقل بالثوابت لا يتركها طوال حياته قال تعالى : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.
دوامك على الطاعة دليل استقامتك:
ودوامك على الطاعة دليل استقامتك ودليل صلاحك حتى وإن كان ما تداوم عليه قليلا لذا جاء في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ أي داوم عليه.
وجاء في الحديث الآخر الذي ترويه أيضا عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ حَصِيرٌ وَكَانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّى فِيهِ فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ ». وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إِذَا عَمِلُوا عَمَلاً أَثْبَتُوهُ. رواه مسلم
قال النووي: وفيه الحث على المداومة على العمل وأن قليله الدائم خير من كثير ينقطع، وإنما كان القليل الدائم خيرا من الكثير المنقطع.
وسائل الاستقامة على الطاعة:
ووسائل الاستقامة على الطاعة كثيرة ومنها ما ذكرته الأمانة العليمة للإسلام ويب وهي:
: صحبة الصالحين، وتغيير البيئة التي تحملك على فعل المعصية، وترك الواجب، وتبديلها ببيئة إيمانية صالحة، تعينك على طاعة الله تعالى.
ومنها: دوام الافتقار إلى الله تعالى، والضراعة إليه، ودعاؤه بإخلاص، وصدق أن يثبّتك على دِينه، وألا يزيغ قلبك.
ومنها: مجاهدة النفس بصدق؛ بحيث لا تستسلم لنزغات الشيطان، ولا لتسويلات النفس الأمّارة، واثقًا بأن العون مصاحب للمجاهد، كما قال الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
ومنها: الحفاظ على جملة من النوافل بعد الحفاظ على الفرائض؛ فإن النوافل، والحفاظ عليها سور بينك وبين ترك الواجب، وتضييع الفرض.
ومنها: إدامة قراءة القرآن بتدبّر، وخشوع، وإدامة الفكرة في أسماء الرب تعالى وصفاته. واستحضار أنه شديد العقاب، وأنه إذا غضب، لم يقم لغضبه شيء جل وعلا.
ومنها: الفكرة في الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، واستحضار أنه لا ينفع المرء بعد موته سوى ما يقدّمه من صالح عمله.
ومنها: البُعد عن كل سبب من شأنه أن يوقعك في المعصية، ويحملك على تضييع الواجب.