يعد الخليل بن أحمد الفراهيدي أيقونة من أيقونات الابتكار والتطوير التي عرفتها الحضارة الإسلامية، حيث كان له قصب السبق في تصنيف علوم حضارية لم يتم التصنيف لها من قبل مثل علم " العَرُوض"، ووضع معجم " العين".

منام عجيب:

يقول أحد معاصريه : رأيت الخليل بن أحمد رحمة الله في النوم فقلت في منامي لا أرى أحدا أعقل من الخليل فقلت ما صنع الله بك؟
 قال: رأيت ما كنا فيه فإنه لم يكن شيء أفضل من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
 وفي رواية قال صاحب المنام "علي بن نصر": رأيت الخليل بن أحمد في المنام فقلت له : ما فعل ربك بك.
 قال الخليل: غفر لي.. قلت : بم نجوت قال: بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. قلت: كيف وجدت علمك - أعني العروض- والأدب والشعر ، قال: وجدته هباء منثورا.

اقرأ أيضا:

يغتال العقل أكثر من الخمر ويخدع العلماء.. ما لم تسمعه عن الطمع

القدوة بالعمل وليس القول:

1-يقول العابد أحمد بن أبي الحواري في كتاب الزهد حدثنا سويد قال رأيت إبن أبي مرئد في السوق وفي يده عَرْق- العظم عليه قليل لحم- ورغيف وهو يأكل وكان قد طُلب لتولي منصب القضاء ففعل ذلك حتى تخلص.
2- وذكر عن الإمام الشافعي رحمه الله قال دخل سفيان الثوري رضي الله تعالى عنه على أمير المؤمنين فجعل يتجانن عليهم ويمسح البساط ويقول ما أحسنه بكم أخذتم هذا قال البول البول حتى أخرج يعني حتى أخرج يريد أنه احتال ليتباعد عنهم.
3- ونظر التابعي سعيد بن جبير رحمه الله إلى ابنه فقال: إني لأعلم خلة فيك قال وما هي قال تموت فاحتسبه.
4- وقيل لأعرابية: ما أحسن عزاك على ابنك.. فقالت:إن فقد أبيه أنسى المصائب بعده.
5- كتب رجل إلى بعض إخوانه يعزيه بابنه: أما بعد فإن الولد على والده ما عاش حزن وفتنة وإذا قدمه فصلاة ورحمة فلا تجزع على ما فاتك من حزنه وفتنته ولا تضيع ما عوضك الله تعالى من صلاته ورحمته.
6- وقال أحمد بن أبي الحواري سمعت أبا سليمان يقول: أقمت عشرين سنة لم أحتلم فأحدثت بمكة حدثا فما أصبحت حتى احتلمت فقلت :وأي شيء كان الحدث قال تركت صلاة العشاء الآخرة في المسجد الحرام في جماعة.
7- وذكر عن الإمام مالك رضي الله عنه أنه قال: تلقى الرجل وما يلحن حرفا .. وعمله لحن كله.
8- ومن ذلك ما قاله بعض الزهاد: أعربنا في كلامنا فما نلحن ولحنّا في أعمالنا فما نعرب.