مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أن سلوكك طيلة هذه الأعوام يا عزيزتي لم يكن صائبًا أو جيدًا في حقك والشباب، وعدم تصديقك أو اندهاشك من نفسك هكذا يدل على جهل في الوعي لما فعلتيه مع أنك فعلتيه بالفعل!
الجهل بدوافع السلوك يا عزيزتي مؤشر على ضرورة التعافي النفسي، حتى يتم التوقف وبدون هذا ستظلين هكذا إلى مالانهاية!
هناك بالتأكيد "احتياجات" دفعتك لمثل هذا السلوك غير الجيد، ووضع يديك على هذه الاحتياجات وتحديدها هو بدايات السير في طريق الحل.
ولأن الأمر بدأ منذ المراهقة فجذور المشكلة يعود إلى أعوام طفولتك السابقة عليها، الغوص في هذه المرحلة للتعرف على الاحتياج الذي لم يشبعه أهلك وخاصة والديك ربما بسبب الانشغال بالعمل وتوفير لقمة العيش وحياة كريمة أو لجهلهم النفسي والتربوي كما هو شائع في مجتمعاتنا لدى أغلب الأسر نتج عنه فقدك لإشباع هذا الاحتياج، ومن ثم السعي لتسديده بطريقة ما لا يهم أن تكون صحية أو لا وهو ما حدث معك، ولأن مصدر الاشباع والطريقة خاطئة حصدت الآن يا عزيزتي هذه النتائج.
مثل هذه الأثمان التي ندفعها نتيجة الخبرات والتجارب المؤلمة كخبرتك الحالية يا عزيزتي يمكن تجاوزها، لا تعني نهاية العالم، فالمطلوب منك الآن هو مسامحة نفسك عن هذه الفترة والمرحلة من العمر، وليس كراهيتها أولومها أو وصمها أو الحكم عليها، والبدأ في السير في سكة النضج النفسي والنمو والوعي الحقيقي حتى تتعافي مما حدث، فتعافيك الآن هو مسئوليتك وحدك، ويمكنك الحصول عليه بطلب المساعدة النفسية المتخصصة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.