أخبار

لمن يعاني من الأفكار المتسارعة.. طريقة بسيطة لإيقافها

5 علامات تشير إلى الإفراط في تناول السكر

الإسلام دين ربط بين الدين والحياة وهذا هو الدليل

الاعتذار لا يضعف موقفك بل يقويك.. تعرف على فضائله

جارك هو سكنك وسلامك النفسي.. كيف تحافظ عليه؟

النساء أكثر أهل النار.. فكيف أكرم الإسلام المرأة؟

هل يفرح الله بتوبتك؟.. مخلوقات تسبح وتستغفر من أجلك

أفضل شيء يفرح منه الشيطان هدم العلاقات الزوجية.. كيف ذلك؟

جامعي لا أستطيع الزواج الآن ودائم التفكير في الجنس.. ماذا أفعل؟

ارحم نفسك من التفكير في الحسابات والتوقعات والانتظار

جارك هو سكنك وسلامك النفسي.. كيف تحافظ عليه؟

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 02 اكتوبر 2024 - 11:31 ص

 لا يتوقف الجار على كونه أقرب الناس إليك بعد أهلك وأسرتك، ولا على مجرد الحقوق الواجبات التي يجب على الجيران الالتزام بها، ولكن يمتد الجار إلى كونه هو السلام النفسي والاستقرار والسكن، والهدوء، فقديمًا قالوا: "اختار الجار قبل الدار"، لذلك حينما تحافظ على جارك فأنت بالأساس تحافظ على سعادتك.

 تصور أن مشكلة دائرة بينك وبين جارك، لأتفه الأسباب أو أعظمها، وانظر لنفسك حينما تترك البيت وتذهب العمل، وأنت تترك زوجتك، وأطفالك، في المنزل بمفردهم، مع وجود هذا الجار الذي أحدثت معه هذه الأزمة، فكيف تكون مطمئنا عليهما؟، وكيف تضمن سعادتك وأنت بين وبين هذا الجار هذه المشكلة، فربما تضطر للعودة من العمل مسرعا حال اتصلت بك زوجتك وأخبرتك بأن طفلك تعدى بالضرب على طفل الجيران، خوفا من حدوث مشكلة كبيرة، نتيجة عدم وجود الألفة والمحبة بينهم.

 في حال يتبدل الحال، حينما تجد أن جارك هو سندك، الذي قد تأتي إلى المنزل وتجده قد هرع لنجدة أطفالك وزوجتك، حال أصابهم أي مكروه، أو تجده يقيم لك احتفالا بيوم ميلادك أو ميلاد طفلك، أو تجده يدخل عليك البهجة والسرور بطبق من الطعام الذي طبخته له زوجته لتشاركه حلاوة هذا الطعام.

لذلك وبسبب هذا التواصل وهذه العلاقة الفريدة من نوعها، سموا في القديم هذا الشخص المجاور لك جارا، فهو الذي يُجاورك مُجاورةً بيتٍ لبيت، والجار هو الشريك في العقار، سواءً كان مُقاسِمًا لك أو غير مُقاسم، والجار الذي يجير غيره أي: يؤمنه ويحميه ممّا يَخاف، والجار المُستجير أيضًا هو الذي يَطلب الأمانَ والحماية.

ولذلك نص الشرع الشريف، والسنة النبوية المطهرة، على أهمية الإحسان إلى الجار، وأمر الإسلام بمُراعاة حق الجار بالإحسانِ إليه وعدم إيذائه، بل قرَنَ الإحسان إلى الجار في القرآن الكريم بالأمر بعِبادة الله سبحانه وتعالى، وبالإحسان إلى الوالدين، قال -تعالى-: « وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا»، ( سورة النساء: الآية 36).

ووَرد عَن عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنهَا- عَنِ النَّبِيّ عليه الصلاة والسلام، قالَ أنه قال: « مَا زَالَ جبرِيلُ يُوصِيني بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنتُ أَنَّهُ سَيُوَرّثُهُ»،

كما نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن إيذاء الجار، فعن أَبي هريرة رضى الله عنه: أَن النَّبيَّ عليه الصلاة والسلام قال : « واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ»، مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وفي روايةٍ لمسلمٍ: « لا يَدْخُلُ الجنَّة مَنْ لا يأْمَنُ جارُهُ بوَائِقَهُ».


حقوق وواجبات


ونص الإسلام على الكثير من الحقوق والواجبات بين الجيران، فللجار في ديننا حرمة مصونة، وحقوق مرعية، أهمها الإحسان إلى الجار؛ فقال عز من قائل: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].

 وقرن الله تعالى بين عبادته وتوحيده، وبين وصاياه، بالإحسان إلى الجيران والأقارب، فجعل الإحسان إلى الجار عبادة، ونص على ذلك النبي أيضا: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه". أي: حتى ظننت أن الوحي سينزل بتوريثه.

 وما كان النبيُّ ليظنَّ هذا الظن إلا لكثرة ما كان يؤمر به من الوصية بالجار.



 أنواع الجار



والجار على ثلاثة أحوال، أحدهما له ثلاثة حقوق، وجار له حقان، وجار له حق واحد، فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فهو الجار المسلم القريب، له حق الإسلام وحق القرابة وحق الجوار، والجار الذي له حقان هو الجار المسلم، له حق الإسلام وحق الجوار، والجار الذي له حق واحد هو الكافر له حق الجوار فقط.

وقد جاء أن محمد بن الجهم حينما عرض دارَه للبيع، فلما حضر الراغبون في شراء داره، قال لهم: قد اتفقنا على ثمن الدار، فبكم تشترون جوارَ سعيدِ بن العاص؟ فقيل له وهل الجوار يباع؟ قال وكيف لا يباع جوار من إذا قعدتَ سأل عنك، وإن رآك رحب بك، وإن غبتَ حفظك، وإن شهدتَ قربك، وإن سألتَه قضى حاجتك، وإن لم تسأله ابتدأك، وإن نابتك نائبة فرج عنك؟ فبلغ ذلك سعيد بن العاص فوجه إليه بالمال، وقال له: أمسك عليك دارك. نعم؛ إنها بجيرانها تغلو الديارُ وترخص.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منك باباً".


 وقال عليه الصلاة والسلام : "من كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرِم جارَه".

أعظم حقوق الجار


من حقوق الجار التي نص عليها الإسلام، كف الأذى عنه، فهي أقل ما يجب على الجار تجاه جاره، فإنه إذا لم يحسن إليه، فلا أقل من أن يكف أذاه عنه. فيكفُّ الأذى عنه سواء كان بالقول أو الفعل، قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]، والجار من عموم المؤمنين وله حقوق فوق مسألة الإيمان، وهو حق الجوار.


 وحذَّر النبي من إيذاء الجار : "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن". قيل: مَن يا رسولَ الله؟ قال: "الذي لا يأمن جارُه بوائقَه". أي: الذي لا يأمن جارُه ظلمه وغدره وخيانته وعدوانه، وهذا دليلٌ على تحريم العدوان على الجار بأي صورة كانت، وأنَّ ذلك من كبائر الذنوب.

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: ((هي في النار))، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها، ولا تؤذي جيرانها، قال: ((هي في الجنة)).







الكلمات المفتاحية

أعظم حقوق الجار أنواع الجار حقوق وواجبات الجار كيف تحافظ على جارك

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يتوقف الجار على كونه أقرب الناس إليك بعد أهلك وأسرتك، ولا على مجرد الحقوق الواجبات التي يجب على الجيران الالتزام بها، ولكن يمتد الجار إلى كونه هو