إلى كل أم مكلومة في وليدها الذي لم يبلغ الحلم بعد، وتوفاه الله عز وجل، لا تفزعي ولا تجزعي، واعلمي يقينًا أنه في مكان، لربما لو دعوت الله عمرًا بأكمله ما وصل إليه.

ذلك أن الذي يستقبله في الجنة، إنما هو نبي الله إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة، فأي فضل أكبر من هذا؟.. بالتأكيد لا يوجد، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أطفالُ المؤمنينَ في جبلٍ في الجنةِ، يكفلُهم إبراهيمُ وسارَّةُ، حتى يردَّهم إلى آبائِهم يومَ القيامةِ»، وفي رواية أخرى، قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ذراري المؤمنين يكفلهم إبراهيم - عليه السلام - في الجنة».

أهل الجنة

الأطفال من أهل الجنة لاشك، بل أنهم عند غالبية العلماء يشهدون لآبائهم أمام الله عز وجل، ما يجعلهم شفعاء لهم.

عن عائشة بنت طلحة، عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها -قالت: تُوفِّي صبيٌ، فقلتُ: طُوبى له، عُصفور من عصافير الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَوَلا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً؟».

 فطوبى لمن مات ابنه صغيرًا وصبر وحمد الله على الضراء قبل السراء، لما ورد عن أبي حسان، قال: قلت لأبي هريرة رضي الله عنه: إنه قد مات لي ابنتان، فما أنت مُحدِّثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا، قال: نعم، «صِغارُهم دعاميصُ أهل الجنة، يتلقَّى أحدهم أباه - أو قال: أبويه - فيأخذ بثوبه، أو قال بيده: فلا يَنتهي حتى يُدخله الله وأباه الجنة».

اقرأ أيضا:

الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!

رحمة الله

وحتى يهون الله على كل أب أو أم مصيبة وفاة طفلهما أمام أعينهما، فإن الله عز وجل جعله سببًا له لدخوله الجنة، ففي الصحيحين، عن أنس رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «ما من الناس مُسلم يموت له ثلاثةٌ من الولد لم يبلغوا الحِنث إلا أدخله اللهُ الجنةَ بفضل رحمته إياهم».

لذلك يتفق جمهور العلماء على أن الأطفال لاشك في الجنة، وقد حكى الإمام أحمد الإجماع على ذلك، وكذلك نص الشافعيُّ على أن أطفال المسلمين في الجنة، وجاء صريحًا عن السلف على أن أرواحهم في الجنة.

روي شعبة عن معاوية بن قرة بن إياس المزني عن أبيه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أن رجلا من الأنصار مات له ابن صغير فوجد عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما يسرك أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته يستفتح لك» فقالوا: يا رسول الله أله خاصة أم للمسلمين عامة؟ قال: «بل للمسلمين عامة».