أخبار

"الرحمة المهداة".. ماذا فعل النبي حين رأى الحسن والحسين من فوق المنبر؟

آداب زيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم.. هذا ما يليق بك وأنت على عتبات أبوابه

هل يمكن أن يكلمني النبي في المنام ويأمرني بأشياء.. وما فوائد ذلك؟

ولدت لـ 6 أشهر.. "عثمان" يأمر برجمها.. و"علي" يرده بالقرآن

لماذا المسلم مأمور بـ "التيمن" في كل شيء؟

تفعل الخير ثم تختمه بالشر دون شعور منك.. ما هي صفات الأشرار؟

الاعتذار لا يقلل منك بل يزيدك رفعة ومنزلة .. وهذا هو الدليل

الرزق يأتي بالسعي أم بالتوكل فقط على الله ؟..اختلف الإمامان مالك والشافعي وهكذا حسم الأمر

قبل أن تتزوج.. تعلم هذه الاستراتيجيات لعلاقة زوجية سعيدة

أسرار "سعيد بن زيد" مع الله.. لماذا كان مستجاب الدعوة؟

هل يحل المزاح مشكلاتنا؟.. أوقات لا يجوز فيها خلط الجد بالهزل

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 24 مايو 2022 - 12:49 م

على الرغم من أن القرآن الكريم والشرع الشريف، لم ينه عن الابتسامة والضحك، إلا أنه نهى وبشدة عن الهزل والمزاح والسخرية، فهناك أوقات لا يجوز فيها الهزل والمزاح، بل يجب فيها على المسلم ان يكون جادًا، خاصة في قضايا الأمة، والعبادات، وعلاقته بالله، وعلاقته بالمسلمين من حوله.

 وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه البخاري ومسلم: ((لو تَعلمون ما أَعلم، لضحكتُم قليلاً، ولبكَيْتُم كثيرًا)).

الرجل التافه


فقد تجد بعض الناس يصل في مزاحه وهزله، للسخرية من الموت، فتجده يسخر من مصائب الأخرين، حتى أنه يتعمد الضحك في وفاة والد صديقه، أو أم زميله، وينسى جلال الموت، وجلال المستقر الذي يستقر فيه كل إنسان، وينسى هيبة هذا الموقف العظيم، الذي قيل عنه في الأثر: " من لم يكن الموت له واعظا فلا واعظ له".

وهناك من يستهزئ بالعقيدة والعبادات وشعائر الدين، بل وبالله سبحانه وتعالى، أو بكلامه، أو بصفاته، أو يستهزئ بالرسول، عليه الصلاة والسلام، أو بصفاته، فهو بإجماع العلماء كافر، لأن الله تعالى يقول: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65، 66].

فالإنسان حين يستخف ويصيبه التفه، يصل به الأمر إلى الاستخفاف من كل شيء بدعوى خفة الظل والدم، وهو أبعد ما يكون من ذلك، لأن هناك فرق كبير بين الرجولة والجد في المواقف التي تحتاج إلى الجد، وبين التفاهة والاستخفاف والاستهزاء، فبعض الأمور التي يظهر فيها الرجل مستخفا بجلالها ترى فيها هذا الرجل تافها، ويكون الساكتين عنه والمعجبين به هم أتفه منه وأقل منه شأنا.

وروى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما عن أبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس، أو إن بين يدي الساعة.. سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة".. قيل: وما الرويبضة؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".

فالرجل التافه هو الرويبضة، أي الذي لا شأن له ولا علم له، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالرجل التافه لتفاهته ونقصان عقله، حيث يستخدم هزله في الأمور كافة سواء كان جدها أو هزلها، حتى يبدو في أفعاله الصبيانية وكأنه من أشباه الرجال.

وهذا حال كلِّ مَن عُرِفَ بكثرة الضَّحك؛ فتراه يَسقط من الأعين، ويكون مهتزَّ الشخصيَّة، ومُحْتَقَرًا بين الناس، لا يُقدِّرُونه ولا يُوَقِّرُونه.

• يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "مَن مزح استُخفَّ به".

 • ويقول الأحنف بن قيس رضي الله عنه: "مَن كَثُرَ كلامُه وضحكه ومزاحه، قَلَّت هيبتُه".


كيف تنجو من خلق التافه؟


لا يحب الرجل أن يصفه الناس بالتافه، ويحب الرجال أن يتصفون بالوقار والهيبة، لذلك على المرء أن يجاهد نفسَه ويعزم على تركِ المزاح في الأمور التي لا تتحمل المزاح، وأن يحفظ وقاره، ويستعين بالله تعالى، فإذا كانت هناك إرادة قويَّة وعزيمة على تَرْك المزاحِ؛ فقد أسس لحشمته وصدق إيمانه، ولا يكون من المنافقين، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46].

 فالمعصومُ مَن عصمه اللهُ، فعلى الإنسان أن يجاهِد نفسَه في ذات الله، قال تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾ [الحج: 78].

 وقد جاء في مسند الإمام أحمد، والترمذي عن فَضالة بن عُبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المُجاهد مَن جاهد نفسَه في طاعة الله عزَّ وجل)).

 شغل الوقت بالأمور الجادة النافعة:


والإنسان إذا التزم الهزل تخلق بالتفاهة، أما إذا شغل نفسه بالشيئ النافع، مِثل طلَب العِلم، والاجتهاد في حِفظ القرآن، وتعلُّم السُّنَّة، والمحافظَة على الفرائض، والإكثار من النَّوافل، والسَّعي في قضاء حوائج النَّاس من المساكين والفُقراء والأرامل والأيتام.

فلو أن الإنسان الذي يمزح نظر إلى مصائب الناس، وابتلاءاتهم، لعرف حقيقة هذا الدنيا، وتوقف عن السخرية والمزاح بسبب أو بدون سبب، ولهانت الدنيا في نظره.
 أن يستشعر ثقل الأمانة الملقاة على عاتقة تجاه دينه وأمته:

فالحالة التي عليها المسلمون من الفقر والضعف والوهن،، تحتاج إلى جهود ضَخمة لإنقاذها من التَّردِّي والسُّقوط، وهذه مسؤوليَّة كلِّ فَرْد من أفراد المجتمع، فإذا استشعر كلُّ إنسانٍ منَّا خطورةَ الأمر؛ فإنه سيتوجَّه لإصلاح أهلِه وأصدقائه وأحبابه ومجتمعِه والاستغناء عن الهزل والاستخفاف بمصائب الناس.

لا تجلس مع التافه، فيصيبك بتفاهته، فعليه أن يبتعد عن هؤلاء وعن مجالِسهم، مع محاولة النُّصح لهم، حتى لا يصاب بتفاهتهم.

قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ﴾ [الطارق: 13، 14]، وقال تعالى أيضًا: ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾ [البقرة: 63].

الكلمات المفتاحية

كيف تنجو من خلق التافه؟ شغل الوقت بالأمور الجادة النافعة الرجل التافه المزاخ والهزل

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled على الرغم من أن القرآن الكريم والشرع الشريف، لم ينه عن الابتسامة والضحك، إلا أنه نهى وبشدة عن الهزل والمزاح والسخرية، فهناك أوقات لا يجوز فيها الهزل و