تمر الأيام سريعًا، وبتنا على أبواب شهر ذي الحجة، وصيام العشر أو يوم عرفات، وهي الأيام التي وصفها الله عز وجل بأنها الأفضل بين أيام العام.
قال اللهُ تعالى وهو يقسم بها: «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ»، فكيف بنا نستقبل خير أيام العام ونحن لم نصم يومًا منذ انتهاء رمضان؟.
فقد كان رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، يداوم على صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، فضلا عن صيام الثلاثة أيام القمرية من كل شهر هجري، وهي أيام لها فضليات عدة، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين والخميس، فسألته؟ فقال: «إن الأعمال تعرض يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
فضل كبير
لصيام الاثنين والخميس، فضل عظيم جدًا، إذ ترفع فيهما أعمال العباد، والكل يتمنى لو يرفع عمله وهو على طاعة، فما بالنا لو كانت هذه الطاعة هي الصيام.. خصوصًا أن الصيام هو العمل الجامع لكل أعمال الخير والطاعات، لأن من صام لابد له أن يلتزم بالصلاة في وقتها، وأن يفعل الخير بقدر ما استطاع، وألا يسب أو يرفث حتى لا يخدش صيامه، فضلا عن أنه تراه أمينًا في عمله، واصلا لرحمه.
فكأن من يصوم يرفع عمله إلى رب العالمين وهو متبع كل الطاعات والعبادات الطيبة.. فطوبى لمن نال هذه الدرجات.. وسار على الدرب.. أما عن أجر صيام يومي الاثنين والخميس، فإن أجر الصيام بصفة عامة لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ففي الحديث القدسي أن الله سبحانه وتعالى يقول: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به».
اقرأ أيضا:
الانشغال بهذه الأمور يضيع حياتك ويجلب لك التعاسة.. احترس حتى يذهب عمرك سدىسنة عن النبي
أيضًا من صام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، فكأنما التزم بسنة نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، وسار على دربه، فضلا عن أن يباعد الله منك جهنم مسيرة مائة عام، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا في سبيل الله؛ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام»، وأن يجعل الله بينك وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من صام يومًا في سبيل الله؛ جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض»، وأن يشفع لك الصيام يوم القيامة.
إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان»، وأن تدخل من باب الريان يوم القيامة، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق؛ فلم يدخل منه أحد».