حذرت جمعية القلب الأمريكية، المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية، من التدخين الإلكتروني قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة على مدار حياتهم.

وأضافت في بيان علمي نُشر في مجلتها المحكمة، "سيركوليشن: ريسيرش"، أن أحدث دليل علمي متاح يشير إلى أن الآثار السلبية من استخدام السجائر الإلكترونية على القلب والرئة قد تتراكم بمرور الوقت.

وقالت الدكتورة نعومي هامبورج، أستاذة طب القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة بوسطن، مديرة معهد "ويتاكر" للقلب والأوعية الدموية في مركز بوسطن الطبي: "بصفتي طبيبة قلب، أعتقد أنه من المهم جدًا إيجاد طرق لمنع الأطفال من البدء في استخدام السجائر الإلكترونية ودعم الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة في الإقلاع عن التدخين".

وأضافت هامبورج، وهي مؤلفة مشاركة للبيان لوكالة (يو بي آي): "أنا أدرس الآثار الصحية للتدخين الإلكتروني على المراهقين والشباب. نحن نرى المزيد والمزيد من المراهقين الذين بدأوا التدخين الإلكتروني في المدرسة الثانوية أو قبل ذلك، والذين لم يستخدموا السجائر أبدًا. غالبًا ما يستخدم المراهقون يوميًا الإيحاء بأنهم مدمنون على النيكوتين. يرغب الكثيرون في الإقلاع عن التدخين ولكنهم يجدون صعوبة في التوقف عن التدخين".

وشملت توصيات جمعية القلب، الحث على إزالة السجائر الإلكترونية المنكهة، بما فيها السجائر بنكهة المنثول، من السوق.

المخاطر الصحية للسجائر الإلكترونية

كما دعت إلى توفير مزيد من التثقيف للشباب وأولياء أمورهم حول المخاطر الصحية المحتملة للسجائر الإلكترونية، وإدخال مناهج التدخين الإلكتروني في التدريب في كلية الطب، وضمان برامج التوقف عن التدخين الإلكتروني في المستشفيات للمراهقين والبالغين، وتنظيم تسويق المنتج على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

والسجائر الإلكترونية هي الشكل الأكثر شيوعًا لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية. وقالت جمعية القلب الأمريكية إن طرحها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عكس سنوات من انخفاض معدلات استخدام التبغ، وزاد استخدامها بشكل كبير، لا سيما بين المراهقين.

ووجد أحدث مسح لاستخدام الشباب للتبغ في الولايات المتحدة، والذي صدر في مارس، أن ما يقرب من 34 في المائة من طلاب المدارس الثانوية و11.3 في المائة من طلاب المدارس الإعدادية أبلغوا عن استخدام أحد منتجات التبغ في عام 2021. وكانت السجائر الإلكترونية هي المنتج الأكثر شيوعًا - التي استخدمها 11.3 في المائة من طلاب المرحلة الثانوية و 2.8 في المائة من طلاب المرحلة الإعدادية.

قالت جمعية القلب، التي نشرت سابقًا بيانًا حول استخدام البالغين للسجائر الإلكترونية، في بيانها الجديد إنه على الرغم من أن معظم المستخدمين الجدد للسجائر الإلكترونية لم يدخنوا أبدًا سجائر قابلة للاحتراق، فإن المراهقين الذين يبدأون التدخين الإلكتروني الآن قد يصبحون مستخدمين للنيكوتين أو التبغ مدى الحياة.

وأوضحت، أن البيان العلمي يمثل تحليلًا متخصصًا للأبحاث الحالية التي قد تؤثر على إرشادات الممارسة السريرية للأطباء في المستقبل.

في هذه الحالة، قالت الجمعية في بيان صحفي، إن "خبراء في العلوم الأساسية، وعلم الأحياء الخلوي والأوعية الدموية، وعلم السموم، وعلم العقاقير، وعلم الأوبئة راجعوا الدراسات القائمة على الأدلة التي تركز على الآثار القلبية الرئوية لاستخدام السجائر الإلكترونية في المراهقين" لتحديد- والمخاطر طويلة الأجل وتقديم إرشادات حول كيفية الحد من التدخين الإلكتروني".

اقرأ أيضا:

6 علامات لسرطان الجلد تظهر في القدمين

أسباب أضرار السجائر الإلكترونية

أوضحت لورين إي وولد، التي قادت مجموعة كتابة البيان العلمي، في بيان صحفي، أن معظم الدراسات حول استخدام السجائر الإلكترونية ركزت على البالغين أو الحيوانات.

أضافت وولد، الأستاذ بكلية الطب بجامعة ولاية أوهايو: "من الأهمية بمكان أن نفهم أيضًا كيف تتأثر أنظمة الأعضاء لدى الأشخاص الأصغر سنًا الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية، وعلى وجه التحديد، كيف يمكن أن تستمر هذه التأثيرات حتى مرحلة البلوغ".

وقالت جمعية القلب إن سمية السجائر الإلكترونية لا تزال غير مفهومة جيدًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن معظم الشركات المصنعة لم تكشف علنًا عن القائمة الكاملة لمكونات منتجاتها. وهذا يجعل من الصعب التنبؤ بالآثار السيئة على القلب والرئتين.

مع ذلك، أشارت إلى أنه من المعروف أن السوائل الإلكترونية تحتوي على النيكوتين، أو (THC)، وهو المركب النفسي الرئيسي في القنب، جنبًا إلى جنب مع الجلسرين النباتي والبروبيلين جليكول، المدرجين على أنها "آمنة بشكل عام" في قائمة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

لكن هذه المركبات غير مخصصة للاستنشاق ولم يتم اختبارها بهذه الطريقة؛ وعندما يتم تسخينها فإنها غالبًا ما تتحلل إلى مواد كيميائية أخرى، مثل الفورمالديهايد، وهي مادة مسرطنة معروفة.

قالت وولد إن نمو رئة الشخص يستمر حتى أوائل العشرينات من العمر، "لذا فإن المراهقين الذين يدخنون السجائر الإلكترونية معرضون لخطر التقزم أو تغيير نمو الرئة وقد لا يصلون إلى وظائف الرئة الكاملة".

وأشارت جمعية القلب إلى الدراسات التي وجدت أن "الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية يعانون من تصلب الشرايين، وضعف وظائف الأوعية الدموية، وزيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب".

وقالت إن هذا الدليل "يشير إلى أن الآثار القلبية الوعائية الحادة للسجائر الإلكترونية قد تتراكم بمرور الوقت مع الاستخدام المطول، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية على المدى الطويل".

وأضافت أنه بصرف النظر عن العواقب القلبية الرئوية، فإن استخدام السجائر الإلكترونية "يضعف نوعية النوم، ويحتمل أن يؤثر على الصحة العقلية ويؤدي إلى الإدمان من خلال تنشيط مسارات دماغية معينة".