الحج.. الركن الخامس من أركان الإسلام.. لذلك يسعى كل مسلم لإتمامه، ولكن لكي يتم بالشكل الصحيح على المرء أن يتعلم كل أصنافه وأنواعه وأشكاله، فضلا عن طرق آداء نُسكه وأساليبها.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (البقرة 196).
اظهار أخبار متعلقة
التمتع
قد يتصور البعض أن الحج صنفًا واحدًا يؤدي فيه المرء فروضه وشعائره بشكل لا يتغير، وهو أمر غير صحيح، إذ أن للحج أنواع.. أولها (التمتع)، وهو الذي يُحرم فيه الحاج في أشهر الحج بالعمرة ومع وصوله إلى مكة يقول "لبيك عمرة"، ويطوف ويسعى سعي العمرة ويقصر شعره، ثم يتحلل من إحرامه، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية يحرم المتمتع لفريضة الحج من جديد ويقول "لبيك حجًا" ويأتي بجميع أفعال الحج ونسكه.
الإفراد
ثم هناك النوع الثاني وهو (الإفراد)، وفيه إذا وصل الحاج مكة يقول "لبيك حجًا" ويطوف طواف القدوم ثم يسعى سعي الحج إن أراد أو يؤخره بعد طواف الإفاضة، لكنه لا يحلق ولا يتحلل من إحرامه حتى يرمي جمرة العقبة يوم العيد، وهذا النوع لا هدي عليه.
القارن
أما النوع الثالث هو (القارن)، وهو الذي يجمع بالعمرة والحج معًا، فيقرن بينهما أو يحرم بالعمرة أولاً ثم يدخل الحج عليها قبل أن يشرع في طواف العمرة، ولا يتحلل بعد أداء الفريضة، وهو شبيه بنوع المفرد غير أن المقرن عليه هدي ويقول الحاج في هذا النسك "لبيك عمرةً وحجًا".
وفي ذلك يقول الإمام النووي رحمه الله: "وقد انعقد الإجماع على جواز الإفراد والتمتع والقِران، ومن الأدلة على أنواع الحج قول الله تعالى: «فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ»، كما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أراد منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن يهل بحج فليهل ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل قالت عائشة رضي الله عنها فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج وأهل به ناس معه وأهل ناس بالعمرة والحج وأهل ناس بعمرة وكنت فيمن أهل بالعمرة».