أخبار

كل ما تريد معرفته عن برامج عمرو خالد خلال مسيرته الدعوية

الدكتور عمرو خالد الأكثر تأثيرًا بين الشباب العربي

مشروع الإحسان.. فكرة رائدة تستهدف إبراز المعاني الروحية في الإنسان

من "حماية" إلى "إوعى".. أبرز مبادرات د. عمرو خالد

ترك الصلاة فى المسجد هل يسوغ تأخيرها؟

من هو الدكتور عمرو خالد؟.. سيرة شخصية ومسيرة دعوية

تناول هذا الطعام قبل النوم يساعدك على التخلص من الشخير

علامة خفية تؤدي إلى أزمة قلبية و7 نصائح للوقاية منها

محبطات الأعمال العشرة.. احذر الوقوع فيها فتذهب حسناتك هباءً منثورًا

تسبيحة واحدة تجعلك من التائبين

هذا الرجل تعلق في طرف ثوبه ولا تترك نصيحته أبدًا!

بقلم | أنس محمد | الخميس 11 يوليو 2024 - 07:55 ص


يحتاج الإنسان في جميع أحواله إلى من يخلص إليه ويسدي إليه نصحًا طيبًا ينفعه وينير له الطريق في ظلمات النفاق التي نتعرض لها يوميا، خلال رحلة البحث عن الأصدقاء الذين فقدناهم وورثنا خيانتهم رهطا بعد رهط، نتيجة الصراع على لقمة العيش، والتنافس على المال، وضمان مستقبل العيال.

من لا يسألكم أجراً

إلا أن التجربة أثبتت صدق كلام الله تعالى في اختيار الصديق الأمين، الذي يهدي إليك عيوبك ليس فضيحا لك ولكن حبا فيك، ورغبة في اكتمال إيمانك، دون مقابل أو أجر على ما ينصحك به.

قال تعالى : {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتبعوا من لا يسألكم أجراً وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} (سورة يس : 20-27 ) .

فهناك من ينصح إليك أو يكتب شيئا، أو يسجل بهاتفه موقفا، ليس إلا للحصول على الأجر المادي، وأيا كان نوع الأجر، سواء كان بالتربح بالإعلانات أو حتى اللايكات وعدد مشاهدات، خاصة بعدما أصبحت المادة دافع ومحرك أساسي في معظم الحالات، لذلك كشف الله تعالى عن الصديق المخلص بقول فصل، وهو من لا يسألكم أجرا على نصيحته، ويسعى وراء هدايتك، بالكلمة الطيبة.

فالنصيحة هي عنوان الأخوة الحقيقية، وهي من كمال الإيمان، وتمام الإحسان، إذ لا يكمل إيمان المسلم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وحتى يكره لأخيه ما يكره لنفسه، وهذا هو دافع النصح.

فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا لِمَنْ؟ قال: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».

فالنصيحة الطيبة دافعها الأول محبة الناصح للخير لأخيه المسلم، وكراهة أن يصيبه الشر، فترى الناصح مخلصًا فيها، يبتغي بها وجه الله، فلا يريد بها إظهار العلو والارتفاع على أخيه، كما تكون نصيحته خالية من الغش والخيانة، فتراها تخرج بروح الأخوة والمودة، لا تعنيف فيها ولا تشديد، وقد قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125].

لا تقابل هذا الرجل بالعناد

إلا أن بعض المسلمين يقابلون هؤلاء المخلصين بالنصح، بالعناد، ولا يستطيعون أن يفرقون بين من ينصحهم وينافقهم.

ولقد وجد نوح عليه السلام من قومه هذا العناد عندما نصحهم، فلم يجد منهم سوى العقلية العنيدة العقيمة والمستهترة في الوقت نفسه، التي جلبت لهم الأذى، والطوفان أغرقهم وأهلك الحرث والنسل وأبادهم للأبد، وهكذا هي عقلية العناد، التي يمكن أن تؤذي صاحبها دون أن يدرك ذلك.

فبعد أن طالت مدة دعوة نوح ونصحه لقومه إلى دين الحق، واجهوه بقسوة، واعتبروا أن دعوته تلك ما هي إلا نوع من الجدال الذي طال عن اللازم، وعليه أن ينتهي منها، بل عنادهم جعلهم يطلبون منه أكثر من ذلك، إن كان صادقاً فعلاً في دعوته، وأنه مرسل من عند الله، حيث طالبوه أن يسأل الله أن يأتيهم بالذي كان يخوفهم منه (فأتنا بما تعـدنا إن كنت من الصادقين) أي العذاب والنقمة الإلهية كما كنت تزعم يا نوح!.

وتكرر المشهد نفسه مع النبي صلى الله عليه وسلم من قريش، الذين كانت عقلية العناد عند صناديدهم وكبار الرؤوس فيهم، وصلت حداً ربما فاقت عقليات الأقدمين من القرون الأولى، قوم نوح وعاد وثمود وأمثالهم، فسأل أحد كبرائهم ضمن معرض العناد والاستهزاء في الوقت نفسه، النبي عليه الصلاة والسلام أن يثبت لهم أن ما يقوله حق وصدق وأنه نبي مرسل من عند الله، بأن يسأل الله نزول العذاب عليهم، كأن تمطر السماء عليهم حجارة!.

فالإنسان يفقد عقله في بعض الأحيان، ولا يستطيع فرز الغث من الثمين، فقد يعاند ويعادي المحبين له ويترك نفسه لمنافقيه، و لولا عقلية العناد التي أغلقت كل منافذ التدبر والتفكر عند ذاك الجاهلي، لكان طلب من الله أن يمطر عليهم ذهباً وفضة بدلاً من حجارة، فإنها بكل تأكيد ستفيدهم وتزيدهم غنى، لكن الفراغ الروحي الذي عاشه أولئك القوم ورفضهم الحق، نتجت عنه عقلية عنادية لمجرد العناد.

فالعنيد لا يرى غيره ولا يسمع إلا صوته ولا يعتقد أن هناك من يفكر سواه، فيخلق في نفسه فرعـون بصـورة ما، لا يسمع إلا لنفسه، ويريد الجميع أن يستمع له فقط (ما أريكم إلا ما أرى)، حتى إذا ما وصل بعقله إلى النهاية وجد عاقبته خسرا.

اقرأ أيضا:

محبطات الأعمال العشرة.. احذر الوقوع فيها فتذهب حسناتك هباءً منثورًا

الكلمات المفتاحية

من لا يسألكم أجراً هذا الرجل تعلق في طرف ثوبه ولا تترك نصيحته أبدًا! الصديق الصالح النصيحة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يحتاج الإنسان في جميع أحواله إلى من يخلص إليه ويسدي إليه نصحًا طيبًا ينفعه وينير له الطريق في ظلمات النفاق التي نتعرض لها يوميا، خلال رحلة البحث عن ال