أخبار

"الرحمة المهداة".. ماذا فعل النبي حين رأى الحسن والحسين من فوق المنبر؟

آداب زيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم.. هذا ما يليق بك وأنت على عتبات أبوابه

هل يمكن أن يكلمني النبي في المنام ويأمرني بأشياء.. وما فوائد ذلك؟

ولدت لـ 6 أشهر.. "عثمان" يأمر برجمها.. و"علي" يرده بالقرآن

لماذا المسلم مأمور بـ "التيمن" في كل شيء؟

تفعل الخير ثم تختمه بالشر دون شعور منك.. ما هي صفات الأشرار؟

الاعتذار لا يقلل منك بل يزيدك رفعة ومنزلة .. وهذا هو الدليل

الرزق يأتي بالسعي أم بالتوكل فقط على الله ؟..اختلف الإمامان مالك والشافعي وهكذا حسم الأمر

قبل أن تتزوج.. تعلم هذه الاستراتيجيات لعلاقة زوجية سعيدة

أسرار "سعيد بن زيد" مع الله.. لماذا كان مستجاب الدعوة؟

لو مضطرب نفسيًا أو تعاني من الاكتئاب؟!.. علاجك في هذه الآية

بقلم | أنس محمد | الخميس 18 يناير 2024 - 05:29 ص


 قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30].

الخوف شعور ينتاب البشر جميعا، سواء كان الخوف من المستقبل، أو الخوف من المجهول، لذلك شرع الله من الدين ما وصى به الناس من أجل راحتهم واستقرارهم، وإنزال السكينة عليهم.

أهل الاطمئنان

لذلك أهل الإيمان و الاستقامة وأهل التوحيد و الثبات على الصراط المستقيم، هم الأكثر اطمئنانا واستقرارا ونجاة من الأمراض النفسية، فالذين استسلموا لأوامر الله فبادروا بفعلها و باعدوا عن نواهيه فاجتنبوا المحرمات وثبتوا و استقاموا على ذلك، هم أولياء الرحمن و أحباب الملائكة يزينون لهم الخير في الدنيا و يحثونهم عليه ويقبحون في قلوبهم الحرام و يبادرون ببشراهم بالجنة حال الاحتضار.

فأولياء الله من المؤمنين يفرحون بمنزلة المؤمن في جنات النعيم بعد أن استقاموا في الحياة الدنيا، { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } [فصلت 30 – 32] .

وقال السعدي في تفسيره لهذه الأية: يخبر تعالى عن أوليائه، وفي ضمن ذلك، تنشيطهم، والحث على الاقتداء بهم، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } أي: اعترفوا ونطقوا ورضوا بربوبية الله تعالى، واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم، علمًا وعملاً، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة. { {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} } الكرام، أي: يتكرر نزولهم عليهم، مبشرين لهم عند الاحتضار. { { أَلَّا تَخَافُوا} } على ما يستقبل من أمركم، { وَلَا تَحْزَنُوا } على ما مضى، فنفوا عنهم المكروه الماضي والمستقبل، { {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} } فإنها قد وجبت لكم وثبتت، وكان وعد الله مفعولاً.

والاستقامة هي كما لخصها النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام، ففي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: «قل آمنت بالله ثم استقم».

فالاستقامة تشكل منهجاً لحياة المؤمن فهي تقوم على قاعدة الإيمان بالله: «قل آمنت بالله»، وهي قاعدة يتغير على أساسها سلوك المؤمن، وتتبدل أهدافه، وتتحدد تطلعاته، وبها يحيا القلب.

وأول الاستقامة أن يتذوق الإنسان حلاوة الإيمان، وأن تتمكن جذوره في قلبه، وبعدها يستطيع أن يثبت على الحق، ويواصل المسير على الاستقامة، وقد رتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستقامة على الإيمان: «قل آمنت بالله ثم استقم»، لأن الاستقامة هي حقيقة الإيمان، وهي العبودية الحقة لله تعالى، والاستعانة به وتوحيده وتنزيهه عز وجل، وأما طريقها فهو الالتزام التام بهذا المنهج من دون إفراط أو تفريط.

كما أن الإنسان المستقيم بالمنهج الرباني لا يخشى في النيا فوات شيئ، وقد جاء في حديث رسول الله - صلى الله علية وسلم - في وصيته لابن عباس - رضي الله عنهما - للوقاية من أي خوف مرَضي قد يهدّد صحّتنا النفسية: «... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف» رواه الترمذي.

ما تتطلبه الاستقامة؟

ما ينبغي على المؤمن من أجل الاستقامة أن يؤدي المؤمن الواجبات: «ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه»، وأن ينتهي عن المحرمات والمكروهات، وأن يكثر من النوافل: «لا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به»، وأن يداوم على أعمال الخير: «أحب العمل إلى الله أدومه»، وقالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان عمله ديمة.

ومما يعين على التزام الاستقامة أن نكثر من تلاوة القرآن، وحفظه، وأن نكثر من ذكر الله عز وجل: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله كما وجهنا النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تحرص على سلامة قلبك، وأن تحذر من أمراض القلب التي تفتك به، كالحسد، والرياء، والنفاق، والشك، والحرص، والطمع، والعجب، والكبر، وطول الأمل، وحب الدنيا، فإنها أخطر أمراض القلب، بل أخطر من أمراضه العضوية.

اقرأ أيضا:

هل يمكن أن يكلمني النبي في المنام ويأمرني بأشياء.. وما فوائد ذلك؟

الكلمات المفتاحية

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا علاج الاكتئاب من القرآن كيف تتخلص من الاكتئاب من القرآن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَ