يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف 180)، ولعل من أبرز هذه الأسماء اسم الله تعالى (الولي)، وقد هذا الاسم مطلقًا معرفًا في قوله تعالى: «أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (الشورى:9).
فقد كان العرب يُسمون ذلك الذي تقرب من الله سبحانه وتعالى وليًا، لأنه قريب من الله، أو تأكيدًا لقوله تعالى في حديثه القدسي: «ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولأن سألني لأعطينه».
عبد رباني
إذن هذا الولي عبد رباني إذا مد يده إلى السماء، وقال: يا رب يا رب استجاب الله له، هذا الولي قريب من الله يتقرب إليه بما افترضه عليه ثم يتقرب إليه بالنوافل والطاعات زيادة على ما افترضه عليه، إنه يحب الله سبحانه وتعالى، ومن ثمّ فإن كلمة الولي معناها (القريب)، فهل الله قريب من عباده ؟ نعم ، الله قريب من عباده وهو ولي الصالحين يعني قريب من الصالحين إذا دعوه استجاب لهم ، وإذا استغفروه غفر لهم ، وإذا استغاثوا به أغاثهم ، وإذا طمعوا في كرمه أكرمهم ، وإذا رجوا منه الجنة أعطاهم ، إذن فهو ولي قريب سبحانه وتعالى من الإنسان و يحب بني آدم لأن بني آدم صنعته ، خلقهم لعبادته ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر إلا أنه يحب الجميع لصنعته ثم يكره منهم الكفر ولا يرضاه لهم ، قال تعالى يؤكد ذلك: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ».
اقرأ أيضا:
احذر ترديدها.. أمثلة شعبية تجري على ألسنة الناس مخالفة للشرعولي المؤمنين
إذن فالله سبحانه وتعالى ولي المؤمنين أي أنه قريب من المؤمنين وهو في ولايته يدافع عنهم: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ» (الحج 38)، وفي ولايته ينصرهم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ»، وفي ولايته أيضًا يستجيب لهم، ينزل ربنا سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير فيقول: «هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له».
إذن يجب على المؤمن أن يتخلق بهذا الاسم وأن يكون وليًا لله سبحانه وتعالى كما أن الله سبحانه وتعالى ولي له ، ويجب عليه أن ينصر الله لأن الله ينصره ، ويجب عليه أن يستجيب لله سبحانه وتعالى لأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب إليه «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (سورة البقرة:186).