اعتبر بعض العلماء أن من مقاييس إيمان العبد أن ينتبه الأيام الفاضلة ويوفق فيها الطاعة.
ومن أهم الأيام الفاضلة بلا شك يوم عرفة يوم الغفران والتوبة والإنابة والعفو والسماح.

مغفرة الذنوب يوم عرفة:
ومعلوم أن يوم عرفة يتجلى الله فيه على عباده فيغفر للمسيء منهم ويعفو ويصفح حتى إن الشيطان ليظن أنه سيغفر له من كثرة ما يرى من مغفرة الله لعباده.

من علامات رضا الله عن العبد:

ومن علامات رضا الله عن العبد فى يوم عرفة وغيره من الأيام الفاضلة أن يوفق للخير ، ومن مظاهر التوفيق الحرص على العلم والتفقه في دينه فتتعلم الأحكام، وتعرف الحلال والحرام، وتبحث عن مرضاة الله، وأن تتلذذ بطلب العلم وحضور حلقه ومجالسه، وتستأنس بسماعه، ولا تتضجر وتنفر بل تسعى إليه وتطلب الزيادة منه؛ ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله وعليه وسلم قال: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ)(رواه البخاري).

مظاهر التوفيق للطاعة:

وبينت الأمانة العلمية لإسلام ويب أن مظاهر التوفيق الطاعة كثيرة ومتنوعة منها أن يجعل لسانك ذاكرا، تتنقل من ذكر إلى ذكر، ومن قرآن إلى استغفار إلى تهليل إلى تسبيح، أيضا أن يوفقك للأعمال المالية من صدقات وزكوات ونفقات، وكفالة أيتام، وإحسان للفقراء والأرامل والمساكين، واستعمال مالك في بناء المساجد وحفر الآبار وطباعة المصاحف وفعل الخيرات.

التوفيق للعبادة فى يوم عرفة:

وأضافت أن من مظاهر التوفيق الطاعة أيضا أن يوفقك للأعمال البدنية من صلوات وصيام وحج وجهاد، ومساعدة المحتاجين، وإعانة الضعفاء.
وفي حديث أبي بكرة: (أن رجلاً قال: يا رسول الله! أي الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسن عمله).

نشر الخير للناس دليل رضا الله:

ليس كل الناس يوفق لنشر الخير فمن يوفقه الله لهذا فهو دليل رضا من الله على عبده، فإن هذه مهمة الأنبياء والرسل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فصلت: 33).

محاسبة النفس:
ولا ينبغى أن يغفل نؤمن عن محاسبة نفسه فمن يحاسبها يقومها ويهذبها ومن يوفق لهذا فقد رضي الله عنه لا سيما فى يوم عرفة وغيره من الأيام الفاضلة، روي عنه صلى الله عليه وسلم: (الكيِّسُ مَن دان نفسَه) أي حاسبها (وعمِل لما بعد الموت)(رواه أحمد والترمذي).وقال عمر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية.
التوفيق لشكر الله:

ومن علامات التوفيق أن يوفق الله قلبك للتعلق به سبحانه، فترضى على أقداره، وتشكره على نعمه وأفضاله، وتقوم بواجب عبادته وحق طاعته، وتتوكل عليه وتنيب إليه، وتطرح قلبك بين يديه، فيحميه من التعلق بالدنيا والخلق، بل ترى الناس كلهم إنما هم آلات بين يديه يجري بهم أقداره