قبل أن تنقضي أيام التشريق وهي الأيام المعدودات، احرص على الإكثار من الذكر مصداقًا لقوله تعالى: " فاذكروا الله في أيام معدودات..".
والذكر في هذه الأيام نوعان مطلق في كل الأوقات بلا حدود ومقيد عقب الصلوات الخمس بصيغ معلومة.
فضل الذكر:
والذكر وهو احصن الحصين الذي يلجأ إليه العبد في دنياه فيوسع به الضيق ويهون عليه الشاق ويجلب له السعادة ويسهل له الأمور وينشرح به الصدر وترفع به الدرجات وتكفر به الذنوب والسيئات.
فذكر الله إذا هو حصن لصاحبه من الشيطان: كما جاء في حديث الحارث الأشعري: (وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدّو في أثره سراعًا، حتى إذا أتى إلى حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله)"رواه الترمذي".
كما أن ذكر الله زكاة للنفوس، وطهارة للصدور، واطمئنان للقلوب: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد:28).
ذكر الله يعينك على العبادة:
ومن فضائل الذكر لله تعالى أنه يجمع على العبد ما تفرق من أمور الدين، فعن عبد الله بن بسر قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فدلني على عمل أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله)"رواه الترمذي وحسنه".
ذكر الله باب للخير:
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله تعالى).
نماذج للذكر:
وذكر الله له صيغ كثيرة أشهرها الباقيات الصالحات ومنه ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).
ومن الذكر كلمة التوحيد بأن تقول لا إله الا لله فمن أراد أن يغفر الله له ذنبه، فليكثر من ذكر الله: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت عنه خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر) (رواه البخاري ومسلم).