يسأل كثير من الناس عن الأماكن التي قد يسكنها الجن للابتعاد عنها، حتى لا يتعرضون للأذى.. وحسب بعض العلماء فإن الجن غالبًا ما تسكن في هذه الأماكن: (في الأماكن الخربة.. وفي الأماكن البعيدة عن البشر.. وفي الحمامات.. وفي المزابل.. وفي مراقد الإبل والجِمال.. وفي المقابر.. وفي الجبال.. وقيل في المرآة.. وقيل أيضًا في الجحور الضيقة).

فيما بين آخرون أن الجن يسكنون أيضًا في البحر، وأعالي البحار، وخصوصًا لأن البحر غير عامر بالبشر لقوله تعالى «وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ»، ولمعنى في ذلك، يقول تعالى ذكره: (وسخرنا له الشياطين سلطناه عليها مكان ما ابتُليناه بالذي ألقينا على كرسيّه منها يستعملها فيما يشاء من أعماله من بنَّاء وغوَّاص; فالبُناة منها يصنعون محاريب وتماثيل, والغاصة يستخرجون له الحُلِيّ من البحار, وآخرون ينحتون له جِفانا وقدورا, والمَردَة في الأغلال مُقَرَّنون).

احذر هذه الأماكن

احذر هذه الأماكن، لأنها قد تكون مأوى للشياطين والجن، ومنهم من يتعمد إيذاء الإنسان، ودائمًا ما يتواجد الجن ويسكن الأماكن الغير مأهولة بالبشر مثل المقابر ، والحمامات ، والكهوف، والأسواق، والجبال ويدل على صحة هذا ما قاله بلال بن الحارث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فخرج لحاجته ، وكان إذا خرج لحاجته يبعد ، فأتيته بأداوة من ماء , فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطاً لم أسمع مثلها, فجاء فقال: بلال؟ فقلت: بلال ، قال : أمعك ماء ؟ قلت: نعم ، قال : أصبت ، فأخذه مني فتوضأ قلت : يا رسول الله ، سمعت عندك خصومة رجال ولغطاً ما سمعت أحدَّ من ألسنتهم ، قال اختصم عندي الجن المسلمون والجن المشركون ، فسألوني أن أسكنهم ، فأسكنت المسلمين الجلس ، وأسكنت المشركين الغور ».

اقرأ أيضا:

سلامة الصدر.. خلق الأنبياء وصفة أهل الجنة وسمت الصالحين

الغاية من خلق الجن

لكن عليك أن تعلم جيدًا أن الله عز وجل خلق الإنس والجن لعبادته، وجعل لهم أماكن يسكنوها، وقال سبحانه وتعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ» (الذاريات 57)، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى خلق كل ما على الأرض فقط لعبادته سبحانه وتعالى.

وقد خلق الله الجن قبل أن يخلق الإنسان وكانوا يحكمون الأرض ويعيشون فيها، ولكنهم بغوا وسفكوا الدماء وفسدوا فى الأرض، فكان عقاب الله لهم شديد، وهو أن يسكنوا فى الصحراء والأماكن المهجورة، ولكنهم تجرأوا وأصبحوا يسكنون فى منازلنا.

وقد يشاركونا طعامنا وملابسنا ويطلعون علينا بحيث لا نراهم وحذرنا الله منهم فى قوله سبحانه وتعالى: «إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ» ( الأعراف : 27)، لكن علينا أن نعي جيدًا أن الجن يهربون من البيوت الذي يذكر فيها اسم الله، فإياك أن تمتنع عن ذكر الله في بيتك ليل نهار، فلا يمكن أن يحميك أحد من هذه المخلوقات سوى الله، وهذا لن يحدث إلا بذكره سبحانه.