في حين أن بعض النساء لا يواجهن أية مشاكل تتعلق بالدورة الشهرية، إلا أن البعض الآخر يعانين من نزيف غزير، وطول مدتها أكثر من المعتاد، الأمر الذي يجعلهن يعيشن أيامًا صعبة للغاية، قد تؤثر بشكل حاد على حالتهن النفسية والمزاجية.

أوضحت الدكتورة شري داتا، استسارية أمراض النساء والتوليد في لندن، أن الدورة الشهرية لها أربع مراحل مختلفة. وأشارت إلى أنه بالنسبة لمعظم النساء، من الصعب تحديد وقت حدوث التغييرات الدقيقة، حيث يمكن أن يختلف ذلك من شهر لآخر ومن امرأة لأخرى - بنفس الطريقة التي تختلف بها الدورة الشهرية.

وفي حين أكدت أنه "لا يوجد عامل واحد يؤثر بمفرده على الدورة الشهرية أو في الواقع مزاجك أو شهيتك أو أداء التمارين الرياضية"، شددت على أنه "من المهم جدًا تتبع نومك ونظامك الغذائي ولياقتك خلال دورتك".

وأشارت وفقًا لصحيفة "ذا صن" إلى عوامل ضغط رئيسية - مثل موعد نهاية العمل والامتحانات والانتقال من المنزل وما إلى ذلك، "يمكن أن تؤثر أيضًا على فترات الدورة الشهرية والنظام الغذائي والنوم وأداء التمارين".

لذا أكدت أن تتبع الدورة يسمح للمرأة "بالتعرف على أنماط معينة في أوقات محددة من دورتك تكون فردية بالنسبة لك".

كم من الوقت تستمر الدورة؟

تتراوح الدورة الشهرية النموذجية من يومين إلى ثمانية أيام. وفي بعض الأحيان، أو بالنسبة لبعض النساء، يمكن أن تبدأ التشنجات أو التغيرات المزاجية المرتبطة بالدورة قبل حدوث النزيف.

والدورة الشهرية التي يستمر فيها النزف لمدة تزيد عن ثمانية أيام تسمى غزارة الطمث، (المصطلح الطبي للدورات الشهرية ذات النزيف الشديد أو المستمر بشكل غير طبيعي)، وتعاني منها خمسة في المائة من النساء.

وقد يؤدي ذلك إلى غزارة في النزيف، وتغيير الفوطة الصحية في غضون ساعتين أو أقل. وقد يكون هذا مرهقًا جدًا وقد يؤدي إلى نقص الحديد.

آخر يوم من الدورة الشهرية؟

آخر يوم من الدورة الشهرية هو الوقت الذي يتوقف فيه النزيف. بالنسبة لمعظم النساء، يكون اليوم الخامس. ومن المرجح أن يكون النزيف أكثر غزارة في البداية، ربما لبضعة أيام، ثم يصبح أخف مع اقتراب نهاية الدورة الشهرية. في بعض الأحيان قد تعتقد المراة أنه انتهى، ولكن قد تكتشف وجود دماء بسيطة، لكن هذا طبيعي تمامًا.

اقرأ أيضا:

4 خطوات لتحقيق تقدير الذات في العمل بدون نرجسية

ما العوامل المؤثرة على مدة الدورة الشهرية؟

يمكن أن تتأثر مدة الدورة الشهرية بعدد من الأشياء، مثل العمر أو الوزن أو مدى القرب من المراهقة أو الحمل أو انقطاع الطمث.

يمكن أن تختلف مدة الدورة الشهرية أيضًا بناءً على أي حالة صحية، مثل أمراض الرحم أو الدم، والأدوية التي يتم تناولها لهذه الأمراض.

يمكن أن يؤثر النظام الهرموني أو أي مستحضرات هرمونية تتناولها المرأة للدورة الشهرية أيضًا على المدة التي تستغرقها.

ما سبب طول فترة الدورة الشهرية؟

هناك عدد غير قليل من الأسباب التي تجعل الدورة الشهرية طويلة، وغالبًا فإنه لا داعي للقلق، ولكن يجب أن تذهب إلى الطبيب إذا استمرت لأكثر من ثمانية أيام.

ويمكن للعديد من المستحضرات الهرمونية التي تتناولها النساء بشكل روتيني أن تزيد من فترات الدورة الشهرية، حيث تستقر فيها.

على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي حبوب منع الحمل أو الحلقات المهبلية أو اللاصقات أو اللولب إلى المعاناة من طول فترة الدورة الشهرية في الأشهر القليلة الأولى.

الفتيات، عادة في السنوات الثلاث الأولى بعد بدء الدورة الشهرية، يمكن أن يعانين من طول فترة الدورة الشهرية، لكن عادة ما تستقر عندما تصبح الدورة أكثر انتظامًا.

النساء اللواتي يقتربن من انقطاع الطمث قد يعانين أيضًا من طول فترة الدورة. لكن من الطبيعي أن تعاني ما يصل إلى 25 في المائة من النساء دورات غير منتظمة، مع دورات غير متوقعة، طويلة، أو قصيرة، طوال فترة الحيض.

ويجب فقط زيارة الطبيب إذا كان هناك الفترة بين الدورة والأخرى أقل من 21 يومًا أو أكثر من 35 يومًا. وإذا كانت الدورة الشهرية تزيد عن ثمانية أيام، أو إذا كانت غزيرة جدًا، مما يستددعي تغيير الفوطة الصحية في غضون ساعتين.

ويمكن أن يرتبط طول الدورة الشهرية بمستويات هرمونية غير عادية في الظروف الصحية مثل تكيس المبايض أو حالات مثل قصور الغدة الدرقية. يمكن أن تتسبب الأورام الحميدة أو الأورام الليفية أو العضال الغدي أيضًا في طول فترة الدورة الشهرية.

وكذلك الحال بالنسبة لسرطان الرحم أو سرطان عنق الرحم، أو الناعور، أو مرض "فون ويلبراند"، أو مرض التهاب الحوض. وإذا كانت المرأة تتناول الأسبرين أو مميعات الدم أو الأدوية المضادة للالتهابات بانتظام، فقد تعاني من طول فترة الدورة الشهرية.