أخبار

يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكم

هذا هو العام الأصعب في حياة الإنسان

احذر.. مخاطر صحية لتشغيل المدفأة أثناء النوم

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الأمانة دليل إيمانك.. هذه بعض صورها

النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

هكذا كان حال الصالحين مع الله.. يعبدونه خوفًا ورغبًا

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

لن تنال من العمل سوى فضلهما..لا حسد إلا في اثنتين

بقلم | أنس محمد | الاثنين 21 اكتوبر 2024 - 09:44 ص


يتباكى الناس في ظل الضغوط الكثيرة التي لا تنتهي في عصر العولمة والمادية، على الدنيا بملذاتها، من مال ومناصب وسيارة وقصر مشيد، إلا أن هذه الدنيا بأوهامها لن تنال منها إلا ما يتبقى لك يوم القيامة، من عمل صالح، وصدقة وزكاة وذكر وصلاة وصيام، لذلك فلا حسد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا ولا بكاء عليها إلا في اثنتين، هما الوحيدان الان يستحقان أن تبكي عليهما وتستزيد منهما.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناءَ الليل وأطراف النهار، ورجلٌ آتاه الله مالًا، فهو يُنفِقُه آناء الليل وآناء النهار))؛ متفق عليه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن فقراء المهاجرين أتَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذهَبَ أهلُ الدُّثور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم، فقال: ((وما ذاك؟))، فقالوا: يُصَلُّونَ كما نصلِّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون ولا نتصدَّق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفلا أعلِّمكم شيئًا تُدرِكون به من سبقكم، وتَسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنَع مثل ما صنعتم؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((تُسبِّحون وتحمدون وتكبِّرون، دبرَ كل صلاة، ثلاثًا وثلاثين مرة))، فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمع إخوانُنا أهل الأموال بما فعلْنا، ففعلوا مثله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء))؛ متفق عليه.

لا حسد إلا في اثنتين


فبيان أنه لا حسد إلا في اثنتين، يعني: لا أحد يُغبَط غبطة حقيقية إلا هذان الصنفان، وهما كما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم:

الأول: من آتاه الله العلم، وعلمه القرآن والحكمة، فهو يقرأ القرآن طوال الوقت تعبدا به لله تعالى، فهذا هو الذي يُغبَط؛ لأن الله أتاه من القرآن ما يضيئ به قبره ويجعله روضة من رياض الجنة، ويشفع له في أخرته، وتكون منزلته عند أخر آية يقرأ بها.

والثاني: رجل آتاه الله مالًا فهو يُنفِقه في سبيل الله، في كل ما يرضي الله ليلًا ونهارًا، فهذا هو الذي يُغبط، أما من آتاه الله المال ولكنه لم ينفقه في مرضاة الله، فهذا يرتد عليه ماله حسرة وندامة.

وبالرغم من أن القرآن نهانا عن الحسد "ومن شر حاسد إذا حسد"، كما نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أيضا عن الحسد، "لا تحاسدوا ولا تباغضوا"، إلا أن الحسد هنا في القرآن والمال الذي ينفق في سبيل الله بمعنى الغبطة، وهو تمني المرء أن ينال من ثواب القرآن كما ينال الأخر، وكذلك أن ينفق المال في سبيل الله كما ينفق الأخر، فففرق بين الحسد بمعنى تمني زوال النعمة، وبين الغبطة..أي: تمني نعمة الغير مع عدم زوالها عنه، وقد أباح الإسلام هذا النوع، وحث على التنافس والاستكثار منه، بشرط ألا يكون في معصية الله، وهذا النوع هو ما أشار إليه هذا الحديث.

اقرأ أيضا:

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الحسد خلق مذموم في الإسلام


والحسد بالمعنى الأول خلق مذموم في الإسلام، قد نص القرآن الكريم والسنة المطهرة على ذمه في أكثر من موضع، قال الله تعالى: "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير (109)( (البقرة)".

وقال تعالى: "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله( (النساء: ٥٤)"ز

والحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة، ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاء، ولا ينال في الآخرة إلا حزنا واحتراقا، ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتا".

لذلك فالحسد مذموم، إلا في منافسة المؤمن للمؤمن في عمل الخير وقراءة القرآن والإنفاق في سبيل الله.

وحين طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة أن يتصدقوا قال عمر رضي الله عنه: ووافق ذلك عندي مالاً فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟" قلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: "يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟" فقال: أبقيت لهم الله ورسوله. عندئذ قال عمر: لا أسبقه إلى شيء أبدًا.

وفي يوم آخر يستمع الرجلان -أبو بكر وعمر- إلى ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة ابن مسعود: "من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه من ابن أم عبد". فبادر عمر ليلاً لينقل البشرى لابن مسعود، فقال ابن مسعود: ما جاء بك هذه الساعة؟ قال عمر: جئت لأبشرك بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن مسعود: قد سبقك أبو بكر رضي الله عنه. قال عمر: إن يفعل فإنه سباق بالخيرات، ما استبقنا خيرًا قط إلا سبقنا إليه أبو بكر.



الكلمات المفتاحية

لا حسد إلا في اثنتين الحسد خلق مذموم في الإسلام فصل القرآن فضل الصدقة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يتباكى الناس في ظل الضغوط الكثيرة التي لا تنتهي في عصر العولمة والمادية، على الدنيا بملذاتها، من مال ومناصب وسيارة وقصر مشيد، إلا أن هذه الدنيا بأوهام