نعم الله تعالى على الإنسان كثيرة جدًا جدًا بل إن نعمة واحدة لا يمكن حصرها قال تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها..".
نعمة البصر:
ومن أجل وأفضل نعم الله المادية على الإنسان نعمة النظر وأن يرى الون من حوله يتأمله ويتفكره ويستمتع بما فيه..
ولذا فإن من حرم نعمة البصر يكون قد فقد خيرا كثيرا، وهذا المعنى أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في ثواب الصب على فقد نعمة النظر، فعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله سبحانه وتعالى: ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة يريد عينيه). رواه البخاري
وفي لفظ آخر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تبارك وتعالى: (إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا دون الجنة) رواه ابن حبان.
البصر على فقد نعمة البصر:
ولو تأملنا هذا الحديث السابق على قلة كلماته نجده صلى اله عليه وسلم سمى العين حبيبة فهي فعلا حبيبة الإنسان وهي ليست كغيرها من النعم ولهذا يكون الصبر على فقدانها عظيم يلزم كثير من اصبر التي إن صبر عليها فثوابه الجنة.
الصبر إذا على البلاء كبير ولا سيما عن فقد هذه النعمة الجليلة فابتلاء الله له بذهاب حبيبتيه في الدنيا ليس من سخطه عليه، بل إما لدفع مكروه، أو لكفارة ذنوب، أو لرفع منزلة ، فإذا تلقى ذلك بالرضا تم له المراد، وعليه أن يتأسى بمن سبقه من الأنبياء والأولياء الذين حصل لهم هذا البلاء فصبروا عليه ورضوا به، بل عدوه نعمة، ومن ثم لما ابتلي به حبرُ الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنشد:
إن يذهب الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي للهدى نور
عقلي ذكي وقولي غير ذي خطل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور
ومما يستفاد من حديث الصبر على ابلاء فقد النظر تلكم البشارة العظمى لمن فقد بصره وتعويضه عنه بالجنة، وفيه أن حاسّة البصر من أحب الحواس إلى الإِنسان لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته.