أخبار

هل يبتلى الشخص بسبب ذنب تاب منه؟

تجنب اللحوم يحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والموت المبكر

مفاجأة حول الأطعمة المصنعة.. بعضها مفيد لك!

الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!

من روائع سيرة الصديق.. أفضل الصحابة وأقربهم لقلب رسول الله

لماذا يأمرنا الله بالسياحة في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الخشوع أول ما يرفع من الأرض.. وهذا هو الدليل

كيف تتعامل مع الإنسان ببره وفجوره.. وكيف تحسم أمرك معه؟

خطيبي يحدثني عن عدم العمل بعد الزواج وأنا رافضه لكنني أحبه.. ما الحل؟

أنا عايشة معه فقط عشان الأولاد .. حال كثير من الزوجات.. فما النصيحة؟

سدد وقارب.. نصائح نبوية تجدد الثقة في نفسك مرة أخرى

بقلم | أنس محمد | الخميس 09 مايو 2024 - 06:48 ص


 الثقة بالذات هي حسن اعتداد المرء بنفسه، واعتباره لذاته وقدراته حسب الظرف الذي هو فيه، دون إفراط أو تكبر ودون تفريط من ذلة أو خضوع، كما أن الثقة هي إيمان الإنسان بقدراته وإمكاناته وأهدافه وقراراته، أي الإيمان بذاته، فالثقة بالنفس هي العمود الفقري لشخصية الإنسان، إذ بدونها يفقد الإنسان احترامه لذاته، ويصبح عرضة لانتقاد واستغلال من حوله، وبالتالي عيش حياة بئيسة.

 سدد وقارب


عَنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه قال: قَالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «قارِبُوا وسَدِّدوا، واعلَموا أنَّه لنْ يَنْجوَ أحدٌ منكم بعَملِهِ» قالوا: ولا أنت يا رسولَ اللهِ؟ قال: «ولا أنا، إلَّا أنْ يَتغَمَّدني اللهُ برحمةٍ منه وفضلٍ». رواه مسلم.

قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «قاربوا وسدِّدوا» أي: سدِّدوا علي الإصابة، أي: احرصوا علي أن تكون أعمالكم مصيبة للحق بقدر المستطاع، وذلك لأنَّ الإنسان مهما بلغ من التقوى، فإنه لابد أن يخطئ، كما جاء في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: «كلُّ بني آدم خطّاء، وخيرُ الخطَّاءين التوابون»، وقال عليه الصلاة والسلام: «لو لم تذنبوا لذهبَ الله بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» فالإنسان مأمور أن يقارب ويسدد بقدر ما يستطيع. ثم قال عليه الصلاة والسلام: «واعلموا أنه لا ينجوا أحد منكم بعمله» أي: لن ينجوا من النار بعمله. وذلك لأن العمل لا يبلغ ما يجب لله - عزَّ وجلَّ - من الشكر، وما يجب له علي عباده من الحقوق، ولكن يتغمد الله - سبحانه وتعالى - العبد برحمته فيغفر له.

وانعدام الثقة بالنفس هو ذلك الشعور الذي يتسلل إلى نفوسنا من وقت إلى آخر، خاصة بعد المعصية، والإحساس بالضيق، ما يجعلنا نتشكك فيما إن كنا مستعدين للقيام بأعمالنا، أو كنا على قدر المسؤولية.

 والثقة بالنفس من العوامل النفسية الهامة التي تلعب دورًا كبيرًا في إدارة الفرد لذاته، وتحدد شكل علاقته بالآخر، وتسهم في توظيف الفرد لطاقاته، وتحقيق أهدافه وطموحاته.

والإنسان الواثق بنفسه لديه القدرة على حسن إدارة ذاته، ومواجهة المواقف الحرجة، وتجاوز العقبات، والثقة بالنفس من العوامل الهامة التي تمكن الفرد من الانفتاح على الآخرين، وحسن التواصل معهم، بالإضافة إلى أنها تساعده على توظيف إمكانياته وقدراته التوظيف الأمثل، وأيضًا تمكنه من الإنجاز في الحاضر، وتحقيق الأهداف في المستقبل؛ هذا مما يجعله يشعر بالاستقرار والطمأنينة والإحساس بالسعادة، والاستمتاع بلذة النجاح.

 في المقابل فإن الفرد غير الواثق في نفسه يجد في نفسه ضعفًا عند مواجهة المواقف الحرجة، وربما يشعر بالإحباط والتثبيط عند مواجهة مواقف عادية، وقد يفسرها على أنها مستحيلات يصعب تجاوزها، كما أنه لا يستطيع إدارة ذاته، وقد يعاني من الانسحاب والهروب وخاصة في المواقف الحرجة، وفقد القدرة على التواصل الجيد مع الآخرين، حيث إن لديه حساسية شديدة، ويفسر كثيرًا من الأشياء العادية التي يتعرض لها على أنها محبطة أو مهينة لكرامته.

والشخص غير الواثق بنفسه لا يرى قدراته الحقيقية ومواهبه، أو يراها على أنها أشياء عادية ليس لها قيمة كبيرة، وبالتالي فهو لا يتمكن من توظيف إمكانياته، كما أن لديه شعورًا بالإحباط يجعله عاجزًا عن تحقيق كثير من الإنجازات، أو وضع أهداف ذات قيمة في حياته، فضلاً على أن يصل إليها إذا وضعها، مما يجعله في نهاية المطاف لديه شعور بالإحباط واليأس، ويفقده ذلك أن يشعر بلذة النجاح.

اقرأ أيضا:

الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!

وهناك عدة نصائح تدعم الثقة بالنفس، من خلال المنهج النبوي؛ وهي كالآتي:

 النهي عن تحقير الذات:


فعن عائشة قال رسول الله : "لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي. ومعنى لقست أي: غثت أو ضاقت؛ وفي هذا الحديث نهي عن تحقير الإنسان لنفسه.

 الرسائل الإيجابية:


كان من هديه أن يوجه الرسائل الإيجابية إلى من حوله من الصحابة ليلفت نظرهم إلى الإيجابيات التي لديهم، والصفات الحسنة التي تميزهم؛ هذا مما يكون له أكبر الأثر في تكوين مفهوم إيجابي عن الذات، وأيضًا له فائدة عظيمة في لفت النظر إلى أهم الإيجابيات والمميزات التي يتحلى بها الشخص، ويعتبر هذا حجر الزاوية في توظيف هذه الطاقات، وحسن استثمارها.

 وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إنك غلام معلم"، ويقول لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود". ويقول لأشج عبد القيس رضي الله عنه: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة".

 وكان من هديه توزيع الألقاب على من حوله من صحابته، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس: "لو كنت متخذًا من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً"، وفي سنن الترمذي عن عقبة بن عامر قال رسول الله : "لو كان بعدي نبيٌ لكان عمر بن الخطاب"، وفي مسند أحمد عن عقبة بن عامر أيضًا: "لو كان من بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب".

مدح النفس بضوابطه:


وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "أنا سيد ولد آدم، أنا حبيب الله ولا فخر، أنا أكثر الأنبياء تبيعًا يوم القيامة، أنا أعلمكم بالله وأتقاكم، أن أحق من وفّى بذمته".

و قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن نفسه: "والله لقد علم أصحاب رسول الله أني من أعلمهم بكتاب الله تعالى، وما أنا بخيرهم"، وقال: "والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن نزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته".

 وأما إذا كان هناك نهي عن تزكية النفس لقول الله عز وجل: ]فَلاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى[ (النجم : 32)، وقوله تعالى: ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً[ (النساء : 49)، إلا أن العلماء اعتبروا هذا النهي عن التزكية إن كان على سبيل الإعجاب أو الرياء، واستثنوا من ذلك ما كان على سبيل التحدث بنعمة الله.

 توظيف الطاقات:


قدم سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنة وما أجازه النبي في بدر ولا في أحد، وأجازه النبي في الخندق، وكان حينئذ ابن خمس عشرة سنة، ولما رده النبي عن الجهاد أسر سيدنا زيد لأمه أن يتقرب إلى رسول الله ويلزمه، فأخذه رجال من قومه إلى الرسول ، وقالوا له هذا ابننا زيد بن ثابت يحفظ سبع عشرة سورة من كتاب الله ويتلوها صحيحة كما أنزلت على قلبك، وهو فوق ذلك حاذق يجيد الكتابة والقراءة، ويريد أن يتقرب إليك ويلزمك فاسمع منه إذا شئت، فسُرّ به النبي لحفظه وحسن تلاوته ووعيه وفهمه لآيات القرآن، فتخصص في القرآن وأصبح المرجع الأول فيه لأمة محمد بعد وفاة الرسول .

 عدم توجيه الرسائل السلبية:


قال الرسول لأبي ذر رضي الله عنه لما عيَّر رجلاً بأمه: "إنك امرؤ فيك جاهلية".

الكلمات المفتاحية

النهي عن تحقير الذات مدح النفس بضوابطه توظيف الطاقات نصائح نبوية تجدد الثقة في نفسك مرة أخرى

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الثقة بالذات هي حسن اعتداد المرء بنفسه، واعتباره لذاته وقدراته حسب الظرف الذي هو فيه، دون إفراط أو تكبر ودون تفريط من ذلة أو خضوع، كما أن الثقة هي إي