أرسب كل عام في الجامعة بعد تفوقي طيلة عمري.. ما العمل؟
أنا شاب عمري 29 عامًا لازلت أدرس في الجامعة بسبب رسوبي كل عام، ورسوبي مرتين في العام الدراسي الجامعي الأول بعد ى مجموع كبير في الثانوية العامة والتحاقي بإحدى كليات القمة.
أنا شخص بائس، وحظي تعس للغاية، فأنا في الكلية التي طالما حلمت بدخولها ومع ذلك لم أنجح فيها، ولا أعرف أي مستقبل ينتظرني، وكل دفعتي تفوقوا وتخرجوا وأصبحوا في مراكز مهنية محترمة.
أشعر بالفشل والقهر والحسرة، فما الحل؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك، وأتفهم ما تعاني منه ويؤلمك، وهو بالفعل مؤلم وقاسي، والأشد قسوة هو العيش فيه.
نعم، الجحيمين يا عزيزي أن تعيش في الماضي أو المستقبل، تندم على الأول وتقلق بشأن الثاني، فتفسد لحظتك الحالية، ويتدمر حاضرك.
أما الجحيم الثالث المدمر أيضًا فهو هذه الجملة التي ذكرتها عبر رسالتك،" ولا أعرف أي مستقبل ينتظرني، وكل دفعتي تفوقوا وتخرجوا وأصبحوا في مراكز مهنية محترمة"!
ما أشد بؤس المقارنة، وظلم النفس، والصحي أن تنظر في "ورقتك" وحسب، وترعى ذاتك، وتحب نفسك وتقدرها مهما حدث، فبذا يمكنك أن تساعدها لتنهض من كبوتها، وتنفض الغبار، وتفهم طبيعة الحياة، وأنها مابين مد التفوق في كل مراحل الدراسة ثم جزر في المرحلة الجامعية، وهي مشكلة لها حل وليست نهاية العالم.
لابد أن تتعرف على نفسك، وأسباب تكرار الرسوب في الكلية، وتضع لنفسك هدفًا وهو اجتياز ما تبقى فيها من عام أو أكثر فأنت لم تذكر في أي عام أنت، ركز على هدف الاجتياز والحصول على شهادتك الجامعية منها وفقط.
أثناء ذلك، خذ لنفسك حظها من الترفيه، والـ " me time" اجعله لراحتك، وممارسة هواياتك، وما تحب فعله وتستمتع به، وتوسيع دوائر علاقاتك، وممارسة الرياضة، والاعتناء بنفسك على كل الأصعدة، فهذا الشعور بالاستحقاق سيحميك من الاحباط والسقوط في ثقب الاكتئاب الأسود.
اقترب من نفسك يا عزيزي، واكتشفت قدراتك، وطور مهاراتك، وفتش فيما يحتاجه سوق العمل ويتوافق مع شغفك وميولك وما تحب فعله، فليس من الضروري أن تعمل في المجال نفسه الذي تؤهلك له شهادتك الجامعية، وهناك آلاف بل ربما مئات الآلاف من التجارب في هذا من حولك، طالعها واستفد من خبرات الآخرين.
وأخيرًا، تذكر دائمًا أن نفسك تستحق، وأن مهمة منعطفات الحياة أن تعلمنا وتنضجنا لا أن ننبطح معها أرضًا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
