تشكو إحداهن من أنها تتخيل غير زوجها أثناء العلاقة الحميمة، وهو ما يثير في نفسها حزنًا عميقًا، خوفًا من أن يكون في ذلك خيانة لزوجها، خصوصًا أنها تحبه، لكنها لا تستطيع الوصول إلى الشهوة إلا بذلك.. فماذا تفعل؟.
قد يتعجب كثير من الناس إذا قيل إن كثير من الرجال والنساء يتصورون غير (الزوج أو الزوجة) في الفراش أثناء العلاقة الحميمة، وهو للأسف مرض نفسي، يجب الخلاص منه، لأنه يقود لطرق أسوأ، ورغم أن هذا الفعل ليس من الزنا في شيء، لكنه مفتاحًا لمداخيل الشيطان، ومن ثمّ كفارته التوبة إلى الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه.
وساوس الشيطان
عزيزتي الزوج، إياك أن تستسلمي لوساوس الشيطان، فإنه يزين ما لا يحل لكِ، ويبعث عليكِ بأن في الأمر "لذة"، إلا أنه الشعور بالدفء مع الزوج من كل الوجوه أفضل، فهو الحلال الذي أحله الله عز وجل.
وقد ورد من بعض المشاهد التي رآها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لعذاب الزناة من الرجال والنساء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثم مضيت هنيهة فَإِذا أَنا بأخونه "موائد"عَلَيْهَا لحم مشرح لَيْسَ يقربهُ أحد وَإِذا أَنا بأخونة عَلَيْهَا لحم قد أروح وأنَتَن عِنْدهَا أنَاس يَأْكُلُون مِنْهَا، قلت يَا جِبْرِيل: من هَؤُلَاءِ؟ قَالَ هَؤُلَاءِ قوم من أمتك يتركون الْحَلَال ويأتون الْحَرَام …قال: ثم مضيت هنيهة، فإذا أنا بنساءٍ تعلقن بثديهن،فسمعتهن يضجُجْن إلى الله عز وجل، قلت: يا جبريل من هؤلاء النساء؟قال:هؤلاء الزناة من أمتك…ثم أتَى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدرولحم نيئ خبيث في قدر، فجعلوا يأكلون من النيئ الخبيث ويدعون النضيج الطيب، فقال:ما هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هذا الرجل من أمتك، تكون عنده المرأةُ الحلالُ الطيبةُ، فيأتي امرأة خبيثةً فيبيت عندها حتى يصبح، والمرأةُ تقوم من عند زوجها حلالا طيبًا،فتأتيَ رجلا خبيثًا فتبيت معه حتى تصبح».
اقرأ أيضا:
هؤلاء اشتروا آخرتهم بدنياهم فكسبوا الدنيا والآخرة.. التجارة مع الله لا تخسر أبدًا هذه فضائلهاالحقيقة والخيال
عزيزتي الزوجة، أين المتعة في الخيال، بينما أنت بين الحقيقة الخالصة، وزوج أحله الله لكِ؟.. ولكن إذا لم يتعد الأمر مجرد تخيلات تأتيك، فتصرفينها ليس فيها إثارة للشهوة؛ فلا مؤاخذة عليك فيها.
والأصل أن الإنسان لا يحاسب على مجرد حديث النفس من غير أن يتحول إلى أفعال أو أقوال، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به»، بينما لو تخيلتي مع إثارة الشهوة فإن في الأمر أزمة كبيرة يجب التوبة منها فورًا، وعدم العودة لها مهما كانت الأسباب، وعليكِ أن تطلبي من زوجك ما يريحك في العلاقة الزوجية فهذا ليس بعيب أبدًا، وإنما العيب كل العيب أن تتركي الحلال وتفكري فيما يغضب الله.