وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى وجه التحديد "فيس بوك"، أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، فكلما تجد رجلاً أو امرأة أو شابًا أو فتاة، وحتى الأطفال إلا وله حساب عله، هناك من يتابع، وهناك من يشاهد، وهناك من يستغله في أمور أخرى أسوأ استغلال، وقد يقع البعض في مشاكل جراء سوء الاستخدام.

ويعض الأزواج يتحفظ على استخدام زوجته لوسائل التواصل الاجتماعي، فهل يحق له ذلك ؟.

للزوج الحق كل الحق في أن يتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياة زوجته، إذا رأى أن هناك ضررًا يترصده أو يترصدها، كما هي أيضًا لها الحق أن تتدخل لتمنع بلاء ما أو مصاب ما، قد يتسبب فيه سوء استخدام الزوج لهذا الموقع المفتوح على الجميع، والمتواصل بين الجميع.. لكن مخطيء من يظن أن هذا التواصل دون حجاب.. فالحجاب يضعه صاحب كل صفحة لنفسه، أو يترك نفسه أسيرًا لأهوائه، فتكون النتيجة كارثية.

تدخل الزوج

إذا شعر الزوج بأن خطرًا يلاحقه أو يلاحق زوجته جراء استخدام (فيس بوك)، فعليه أن يتدخل سريعًا لمنعه، خاصة إذا كان سيؤدي إلى تدمير الأسرة، لكن عليه ألا ينسى أنه أيضًا مسئولا أمامها وأمام الله قبل كل شيء بأن يراعي الله فيها، فلا يكون كالأسد الجسور عليها، ويمنعها، ثم يسمح هو لنفسه باستخدام هذه الصفحات أسوأ استخدام للوصول إلى معرفة هذه وتلك!.

وفي هذه الحالة على المرأة أن تطيع زوجها حتى لا تخرب بيتها بأيديها، قال تعالى: «وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنۢ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ ٱلْأَنفُسُ ٱلشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا »، ذلك أن طاعة الزوجة لزوجها مجلبة للهناءة والرخاء ، وأما النشوز فيولد الشحناء والبغضاء ويوجب النفور ويفسد العواطف وينشيء القسوة ويلحق بالمرأة البلاء.

اقرأ أيضا:

الآثار النفسية والاجتماعية لزنا المحارم.. وخطوات علاج ضحاياه

جهاد المرأة

أوتدري عزيزتي المرأة أن لكِ جهادًا يجزيكي الله عنه كل الخير، وهو في طاعة الزوج والبعد عن كل ما يجلب المشاحنات، وقد جاء في الأثر ( جهاد المرأة حسن التبعل ) أي أن أفضل عمل للمرأة وينزلها منزلة الجهاد طاعتها لزوجها وحسن تزينها له فيصدق بها قوله صلى الله عليه وسلم عن أفضل النساء (التي تطيع زوجها إذا أمر وتسره إذا نظر)..

ولا ننس وافدة النساء إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، إذ قالت له: إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافةً، فآمنا بك وبإلهك وإنا - معشر النساء - محصورات مقصورات ، قواعد بيوتكم ، ومقضى شهواتكم ، وحاملات أولادكم ، وإنكم- معشر الرجال - فُضلتم علينا بالجُمع والجماعات ، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله - عز وجل - وإن الـرجــل إذا خــرج حـاجـاً أو معتمراً أو مجاهدًا، حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم ، وربينا لكم أولادكم ، أفما نشـاركـكـم الأجر والثواب ؟!

فـالـتـفـت الـنـبـي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هـذه ؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.. فالتفت النبي إليها فقال: افهمـي أيتها المرأة وأَعلِمي مَن خلفك من النساء أن حسن تبعُّل المرأة لزوجها (أي حُسن مصاحبتها له ) وطلبها مرضاته ، واتـبـاعـهـا موافقته يعدل ذلك كله ، فانصرفت المرأة وهي تهلل.