أخبار

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

جامعية وأشعرأنني عاجزة وفاشلة ومستقبلي مظلم .. ماذا أفعل؟

الفقير أعلم باحتياجاته.. فلا تفتئت عليه واترك له الحرية في تحديد أولوياته

هل ترضى ان تصبح مثل فقراء اليهود.. جدد إيمانك بالرضا في وقت الأزمات

بقلم | أنس محمد | الجمعة 24 نوفمبر 2023 - 09:00 م


في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، وحالة الغلاء التي يمر بها المسلمون في الأقطار العربية، تنتشر بين الناس حالة من اليأس والقنوط، وعدم الرضا، في الوقت الذي يضجر بعض الناس من رزقه الذي رزقه الله إياه، ويلقي باللوم على الظروف التي نشأ عليها، حتى أصاب الكثير حالة من عدم الرضا والجحود.

 وحتى لا نصبح مثل فقراء اليهود الذين ضلوا سعيهم في حياتهم الدنيا، ولم يحصلوا دينا ولا دنيا، يجب علينا أن نجدد إيماننا، فروى مسلمٌ في “صحيحه” عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ – رضي الله.عنه -، أنه رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «يا أبا سعيد! من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا وجبَت له الجنة». فعجِبَ لها أبو سعيد، فقال: أعِدها عليَّ يا رسول الله، ففعَل .


الرضا عمل قلبي


والرِّضا عملٌ قلبيٌّ يجمعُ القبول والانقِياد، والرِّضا أساسُ الإسلام وقاعدةُ الإيمان، وشرطُ شهادة التوحيد؛ قال الله – عز وجل -: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء: 65].

فأقسمَ الحقُّ – سبحانه – أنهم لا يُؤمِنون حتى يُحكِّموا اللهَ ورسولَه، ويرتفِع الحرَجُ من نفوسِهم من حُكمه، ويُسلِّموا له تسليمًا، وهذه حقيقةُ الرِّضا بحُكمه وشرعِه.

وقد أسنَدَ الحرجَ والاستِسلامَ للنفس لا للقلبِ لحكمةٍ دقيقةٍ، وهي: أن النفسَ مكمَنُ الهوى والشهوات، والاحتِجاج والاعتِراض.

ومن هنا، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «ذاقَ طعمَ الإيمان من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولاً»؛ رواه مسلم.

ولذلك كان الرِّضا بابُ الله الأعظم، وجنَّةُ الدنيا، ومُستراحُ العارِفين، وحياةُ المُحبِّين، ونعيمُ العابِدين، وقُرَّة عيون المُشتاقين.

ويُنافِي الرِّضا ويُقابِلُه: الاعتِراضُ والكراهيةُ لما أنزل الله، لبعضِه أو كلِّه؛ فالرِّضا هو الاستِسلامُ والقبولُ والانقِياد، وضدُّه الردُّ والاعتِراضُ والإباء. وأصلُ هذا الاعتِراض هو اتِّباعُ الهوى، والاستِمدادُ من غير الوحي، والتلقِّي من غير الله ورسولِه.

فمن الناس من حكَّم العقل والهوَى والرأيَ، وتتبَّع فلسفةَ التائِهين، ومنهم من حكَّم الذوقَ والوجدَ والكشفَ، وتلاعَبَ الشيطانُ بعقلِه، فانتَكَسَ إلى حضيض الخُرافة والوهم، ومنهم من بحثَ عن المصالِح الدنيويَّة، وركَنَ للأعراف الأرضية، وتبِعَ الهوى مُتدرِّعًا بالأقيِسَة والآراء لإباحة ما حرَّم الله، وتحريم ما أحلَّ، وإسقاط ما أوجَبَ، وتصحيح ما أبطَلَ.

وسببُ ذلك كلِّه: هو اتِّباعُ الهوَى، وعدمُ الرِّضا بالله ورسولِه ودينِه. ولهذا مُلِئَ القرآن الكريم بالتحذير من الهوَى؛ بل إن من مقاصِد الشريعة: إخراجَ المُكلَّف من داعِية الهوَى إلى اتِّباع الشرع، وبهذا يحصُلُ الابتِلاءُ، ويفترِقُ الطائِعُ عن العاصِي، والعابِدُ عن الفاسِق؛ قال الله – عز وجل -: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) [المؤمنون: 71]، وقال – سبحانه -: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [ص: 26].


أنواع الرضا


أولاً : رضا الرب

رضا الله سبحانه و تعالى أكبر من أن يتصوره العقل البشري كما قال سبحانه و تعالى : ( وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) – التوبة 72 و قد بين الله تعالى صفات من ينال ذلك الرضا و هم:

1- في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) – التوبة 100

و قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) – الفتح 18.

 2-التابعون للصحابة بإحسان و هم الذين كانوا مقتفين لآثار الصحابة في الهداية و السداد

 3-من سار على نهج الصحابة و التابعين في الايمان و العمل الصالح قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) – سورة البينة 7-8

4-أهل الجهاد في سبيله سبحانه و تعالى من الصحابة و من بعدهم كما قال تعالى : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ) – سورة التوبة 20-21

5-أهل المودة للمؤمنين دون الكافرين و لو كانوا أقرب الاقربين كما قال الله تعالى : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) – سورة المجادلة آية 22

6- أهل الصدق مع الله و مع النفس و مع الناس كما قال الله سبحانه و تعالى : (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) – سورة المائدة آية 119 أهل التقوى لله عز و جل كما قال سبحانه و تعالى : (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) – سورة آل عمران آية 15

 منزلة المرضي عنهم


أما عن مكانة هؤلاء الذين بادلهم الله تعالى رضوانه فرضي عنهم فقد أعد الله تعالى لها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر كما قال تعالى (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) – التوبة 100 و في الحديث عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول الله هل رضيتم ؟ فيقولون ولماذا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحد من خلقك فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ قالوا : فيقولون يا رب أي شيء أفضل من ذلك فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا

 ثانياً: رضا العبد

رضا العبد ينقسم إلى شقين :

أولاً : الرضا بالله سبحانه و تعالى رباً

و يتضمن الرضا بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا و يراد بهذا القسم : أن لا يتخذ غير الله رباً يسكن إلى تدبيره و ينزل به حوائجه و لا يتحقق إيمان العبد إلا بهذا القسم

ثانياً : الرضا عن الله سبحانه و تعالى

و معناه أن لا يكره العبد ما يجري به قضاء الله تعالى و أعلاه سرور القلب و سكينة النفس إلى قضاء الله و قدره خيره و شره حلوه و مره بل ان بعض العلماء عرف الرضا بحسن الخلق مع الله تعالى قال : "لانه يوجب ترك الاعتراض عليه في ملكه و حذف فضول الكلام الذي يقدح في حسن خلقه فلا يسمي شيئاً قط قضاه الله تعالى و قدره باسم مذموم إذا لم يذمه الله تعالى لأنه ينافي الرضا

 ثانياً: دعاؤه صلى الله عليه و سلم أن يرزقه الله تعالى الرضا

و مع ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم من كمال الرضا عن الله تعالى فقد كان صلى الله عليه و سلم دائم الدعاء أن يرزقه الله تعالى الرضا و الثبات فكان من دعائه صلى الله عليه و سلم : "... وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك، من غير ضراء مُضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زَيِّنا بزينة الإيمان. واجعلنا هداة مهتدين".




الكلمات المفتاحية

منزلة المرضي عنهم أنواع الرضا الرضا عمل قلبي الإيمان بالرضا في وقت الأزمات

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، وحالة الغلاء التي يمر بها المسلمون في الأقطار العربية، تنتشر بين الناس حالة من اليأس والقنوط، وعدم الرضا، في الوقت الذي ي