الرحم عضو بحجم قبضة اليد على شكل كمثرى، وهو المكان الذي يتكون بداخله الجنين ويحتفظ به طوال فترة الحمل حتى الولادة، وفي العادةً يكون في وضع مستقيم أو مائلاً إلى الأمام قليلاً في بعض الأحيان، لكن هناك من تعاني من ميله للخلف باتجاه العمود الفقري، أو ما يعرف بـ "الرحم المائل"، مما قد يجعل العلاقة الجنسية غير مريحة.

وتشير الإحصائيات إلى أن الرحم المائل هو مشكلة تعاني منها ما يتراوح ما بين 20 و25 في المائة من النساء اللواتي يعانين من آلام في الرحم، لكن العديد منهن لايظهر عليهن أي أعراض. وعلى الرغم من أنه لا يسبب أي مشاكل بالنسبة لمعظم الناس، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجنس والحمل وغير ذلك.

وقالت آن هندرسون، استشارية أمراض النساء، والأخصائية المعتمدة من الجمعية البريطانية لسن اليأس: "إنه ليس بالأمر غير المعتاد. بالنسبة للغالبية العظمى من النساء، إذا تم إخبارهن عند الفحص، فإن هذا مجرد جزء لا يتجزأ من تشريحهن ولا يشير إلى وجود أي خطأ. عندما يكون الرحم مائلاً إلى الوراء، والذي يرتبط بالألم، خاصةً أثناء الفحص، أو الدورة الشهرية، فهذا أكثر ارتباطًا بعلم الأمراض".

الولادة برحم مائل 

أوضحت آن أن بعض النساء يولدن برحم مائل، والبعض الآخر يصبن به بسبب مرض (أمراض) قد يحتاج إلى عناية.

والسبب الأكثر شيوعًا هو حالة الانتباذ البطاني الرحمي المؤلم، لأن النسيج الندبي خلف الرحم يسحبه للخلف. ويمكن أن يتسبب مرض التهاب الحوض غير المعالج (PID)، الذي يحدث نتيجة لعدوى منقولة جنسيًا، في حدوث ندبات تسحب الرحم إلى الخلف.

كما أن الأورام الليفية - النمو الحميد للأنسجة تعد سببًا أيضًا، ويمكن أن يضعف انقطاع الطمث الأربطة التي تحافظ على الرحم في المكان الصحيح.

وقالت آن: "يجب أن تدرك النساء أنه إذا كان هناك تغيير، فقد يحتاجن إلى التحقق من ذلك. بشكل عام، من المطمئن أن أقلية فقط من النساء بحاجة إلى زيارة طبيب عام أو طبيب نساء".

وبينما تكتشف النساء عادةً أن لديهن الرحم المائل أثناء الفحص الروتيني أو إجراء مسحة عنق الرحم، فقد يكتشفنه أولاً خلال الحمل. وفي كثير من الحالات ليست هناك حاجة لعلاج هذه الحالة. إذا تسببت في الكثير من المشاكل، فهناك خيارات، من بينها التمارين والأجهزة التي تتلاعب بالرحم للعودة إلى الوضع الصحيح.

اقرأ أيضا:

إقحام طفلك في الخلافات الزوجية يصيبه بهذه الأضرار

ما هي العلامات ومتى يجب عليك زيارة الطبيب؟

في بعض الأحيان، لا توجد أعراض للرحم المائل. في أحيان أخرى يمكن أن يتسبب في ما يلي، مما قد يشير إلى وجود سبب أساسي ويجب عليك زيارة الطبيب:

ألم في المهبل أو أسفل الظهر أثناء ممارسة الجنس
ألم أثناء الدورة الشهرية
صعوبة في إدخال السدادات القطنية أو الشعور بعدم الراحة
زيادة تكرار التبول أو الشعور بالضغط في المثانة
التهابات المسالك البولية المتكررة
سلس البول الخفيف
نتوء أسفل البطن

ما هي المخاطر؟

تقول هيلي كورجانن، "خبيرة الدورة الشهرية"، ومؤسس "لونيت مينسترال كوب": "بشكل عام، لا ينبغي أن يسبب الرحم المائل إلى الوراء أي مشاكل كبيرة". لكنها يمكن أن تجعل الجنس مؤلمًا".

أضافت: "عادة مع الرحم المائل، ينحني المبيضان وقناتا فالوب أيضًا إلى الوراء، مما يعني أنه يمكن" نطحهما "بواسطة القضيب أثناء الجماع".
و"يُعرف هذا باسم" عسر الجماع بسبب الاصطدام"، وعادة ما يسبب أكبر قدر من الألم عندما تكون في لحظة الذروة. ويمكن أن تؤدي الممارسة العنيفة في هذا الوضع إلى إصابة الأربطة المحيطة بالرحم أو تمزقها.

و"إذا كنت تشعرين بعدم الراحة أثناء ممارسة الجنس، فحاولي تغيير الوضع. إذا كانت جميع الأوضاع الجنسية تسبب الألم، مع أو بدون نزيف، ناقشي هذا الأمر مع طبيبك"، كما تنصح هيلو.

وأضافت أنه في حين أن الرحم المائل لا يمنع الحمل، إلا أنه قد يساهم في خطر الإجهاض. في نسبة صغيرة من الحالات، يمكن أن يعلق الرحم المتنامي بعظم الحوض، مما يسبب حالة غير شائعة تسمى" الرحم المحبوس"، مما قد يعني زيادة خطر الإجهاض".

تشمل الأعراض الألم وصعوبة التبول، وعادة ما تحدث بين الأسبوعين 12 و 14. "عند اكتشاف الرحم المحبوس مبكرًا، يمكن إصلاحه، مما يقلل أو يحد من مخاطر الإجهاض".

ويمكن للرحم المائل أيضًا أن يضغط على المثانة أثناء الحمل، مما يتسبب في سلس البول وصعوبة التبول وآلام الظهر.

"يجب ألا يتأثر الثلث الثالث من الحمل على الإطلاق"، وبحسب هيلي، فإن "بعض النساءل اللواتي يعانين من الرحم المائل أكثر عرضة للإصابة بآلام المخاض في الظهر".